التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسم الله (المتكبر)

اسم (المتكبر)
اسم (المتكبر)

اسم الله (المتكبر) معناه: الذي كبر وتعالي عن التشبه بالمخلوقين ، فليس مثله شئ في صفاته أو أفعاله سبحانه، صفات الله كلها كمال وصفات الخلق كلها نقص. ومن نازع الله تعالي في كبريائه عذبه، فالعبد مأمور بالتواضع واستصغار النفس وعدم التشبه بالجبارين. 

منهج دراسة اسم الله (المتكبر) :

١- الأدلة علي اسم الله (المتكبر) .

٢- معني اسم الله (المتكبر) .

٣- وجوه اقتران اسم الله (المتكبر) بأسماء اخري .

٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (المتكبر)

٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (المتكبر) .

أولا : الأدلة على اسم الله (المتكبر) في القرآن والسنة .

١- الأدلة على اسم الله (المتكبر) في القرآن:

ورد اسم الله (المتكبر) في آية واحدة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: ٢٣] .

٢- الأدلة على اسم الله (المتكبر) في السنة :

عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: ٦٧]، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول هكذا بيده، ويحركها، يقبل بها ويدبر، يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْعَزِيْزُ، أَنَا الْكَرِيْمُ، فرجف برسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر، حتى قلنا: ليخرن به» رواه أحمد في مسنده ح٥٥١٥ وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة ح٣١٩٦

ثانيا : معني أسم الله (المتكبر) 

١- معني أسم الله (المتكبر) في اللغة :

من أصل كبر (كسر الكاف) .

وهو الذي يكبر ويعظم (بضم الياء) الأمر .

لقوله تعالى:{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} [النور: ١١] .

٢- معني أسم الله (المتكبر) في حق الله تعالى

أصل الكبر والكبرياء : الامتناع وقلة الانقياد

اسم (المتكبر) معناه : 

الذي كبر وتعالي عن التشبه بالمخلوقين ، فصفاته تعالى كلها صفات كمال وصفات المخلوقين كلها نقص . 

فيمتنع تشبيهه تعالي بالمخلوقين من باب الصفات والأفعال  .

ممكن وصف العبد بأنه رحيم ولكن رحمته ليست مثل رحمة الله تعالى التي وسعت كل شئ .

ممكن يغضب العبد ولكن غضبه ليس مثل غضب الله تعالي التي يسبقها رحمة الله .

لحديث أبي هريرة " إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي، فهو مكتوب عنده فوق العرش " (رواه البخاري في صحيحه ح ٧٥٥٤

ثالثا : اقتران اسم الله (المتكبر) بأسمائه الأخرى .

- اقتران اسم الله (المتكبر) باسم (الجبار) .

في قوله تعالى : {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: ٢٣]

وجه الاقتران :

مراجعة المقال السابق (اسم الله الجبار) .

ثالثا : قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (المتكبر) .

- نثبت اسم الله (المتكبر) .

- يشتق من اسم (المتكبر) بدلالة التضمين صفة الكبرياء .

وهي صفة ثبوتية لازمة للذات الإلهية لا تنفك عنه سبحانه .

- يشتق من اسم (المتكبر) بدلالة الالتزام الصفات الآتية  :

الجلال - العظمة - العلو - القدرة - القوة .

- ويدل اسم الله (المتكبر) عل الأسماء الآتية:

القدير - الجبار  - الخبير - العلي - العظيم- القوي .

خامسا  : الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (المتكبر) .

١- حرص العبد دائما بعدم اتصافه بالكبرياء

لأنها صفة ذم بالنسبة للعبد ، حيث يتعالي علي الآخرين ، فيقع في الأخطاء الآتية  : 

أ- لا ينفذ أوامر الله تعالي ، ويجعل عقله وهواه هو المتحكم في أفعاله وليس شرع الله تعالي، فيكون مثل ابليس الذي طرده الله تعالي من الجنة لما أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام فرفض بسبب تكبره عليه واعتقاده أنه أفضل منه بسبب انه مخلوق من نار وآدم عليه السلام مخلوق من طين وأن النار أفضل من الطين.

ب- اتصاف العبد بالكبرياء، يجعله يحتقر الآخرين،  فلا يسمع لهم نصيحة .

ج- اتصاف العبد بالكبرياء ، يصرفه عن الحق لقوله تعالي: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف: ١٤٦].

٢- معرفة العبد باسم الله (المتكبر) وأن الكبرياء لله تعالى وحده ، خاف العبد من ان يتكبر علي الآخرين فيتواضع لله تعالى ولسائر الخلق .

٣- معرفة العبد باسم الله (المتكبر) وأن الكبرياء لله تعالى وحده ، فإذا تكبر العبد بسبب كثرة المال أو كثرة الاولاد او بسبب جاه أو علم أو نسب،  فيعلم أنها كلها الي زوال،  فإن الله تعالى قادر علي ذهاب كل هذه النعم اذا لم يشكر الله تعالي بتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه ومنها اجتناب الكبر والتعالي علي الآخرين .

٤- معرفة العبد باسم الله (المتكبر) وأن الكبرياء لله تعالى وحده ، علم العبد بعقوبة الله تعالي له عند تكبره . 


سنتناول في المقال القادم ان شاء الله تعالي دراسة اسم الله (الخالق) .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توحيد الربوبية

  توحيد الربوبية  من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد، نتعرف في هذا المقال علي القسم الأول من أقسام التوحيد وهو توحيد الربوبية، من حيث المعني وأهميته . أولا : معني توحيد الربوبية  ١- معني الرب في اللغة :   قال ابن الأنباري: (الرب: ينقسم إلى ثلاثة أقسام: يكون الرب: المالك. ويكون الرب: السيد المطاع؛ قال الله عز وجل: فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا [يوسف: 41] ، معناه: فيسقي سيده... ويكون الرب: المصلح، من قولهم: قد رب الرجل الشيء يربه ربا، والشيء مربوب: إذا أصلحه) . ٢- معني الرب كأسم من أسماء الله : قال ابن القيم: (الرب هو السيد والمالك والمنعم والمربي والمصلح، والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها) . وقال ابن عثيمين: (معاني الربوبية كثيرة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر، وهذه تحمل معاني كثيرة جدا) . ٣- معني توحيد الربوبية : توحيد الربوبية هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه، وخالقه، ومدبره، والمتصرف فيه، ليس له شريك في ملكه، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته . ثانيا : أهمية توحيد الربوبية  ١- توحيد الربوبية فيه إقرار بعظمة الله، وتفرده

اسم الله (المصور)

اسم الله (المصور) اسم الله (المصور):هو الذي خلق خلقه علي صور مختلفة،يترتب عليها خواصه ويتم بها كمال وظيفته التي قدرها الله تعالي له،بمقتضي حكمته سبحانه. كما هو موجود في خلق الله للإنسان والحيوان والنبات كل في صورة تخصه. والتصور : هو التخطيط والتشكيل . علم العبد باسم الله (المصور)، يجعله يتأمل في خلقه سبحانه،ويعلم باختلاف صور المخلوقات بحسب حكمته تعالي في خلقها،فيجد وظيفتها مسخرة لخدمة العباد،فيزداد محبة لله،ويزداد إيمانه .  منهج دراسة اسم الله (المصور) : ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) . ٢- معني اسم الله (المصور) . ٣- وجوه اقتران اسم الله (المصور) بأسمائه الأخرى . ٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (المصور) ٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (المصور) . أولا : الأدلة علي اسم الله (المصور)  ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) في القرآن  : ورد اسم الله (المصور) في القرآن مرة واحدة ، في قوله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: ٢٣]. ٢- الأدلة علي اسم الله (المصور) في السنة : لم يرد دليل علي اسم الله (المصور) في السنة . ثانيا : معني اسم الله (المصور) . ١- معني

معني وفضائل الشهادتين

  معني وفضائل الشهادتين من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد. منها توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، من حيث المعني وأهميتها ، وان الإقرار بالشهادتين باللسان والقلب من توحيد الألوهية.  سنتناول في هذا المقال تمهيدا للشهادتين ثم معني شهادة لا إله إلا الله. أولا : التمهيد  تنقسم الشهادتين الي شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.  تحقيق أصل الدين الذي إذا التزمه الإنسان نجا به من الكفر والخلود في النار: يكون بالشهادتين نطقا باللسان، وإقرارا مجملا بالقلب. فالشهادة لله بالوحدانية تعني: الإقرار المجمل بالتوحيد، والبراءة المطلقة من الشرك . قال اللهُ تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا [البقرة: 256] . والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تعني: الإقرار المجمل بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تصديقا وانقيادا . قال اللهُ سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتاب الَّذِي نَزَّلَ عَلَ