التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسم (الله)

اسم (الله)
اسم (الله)

نبدأ بعون الله تعالى وبفضله من هذا المقال ، سلسلة مقالات لدراسة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، والآثار الايمانية المترتبة عليها، ونبدأ باسم (الله) .

أولا : الأدلة علي اسم (الله) من الكتاب والسنة

١- الأدلة علي اسم (الله) في القرآن : 

- قال تَعَالَى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}  
[الفاتحة: ٢]
- قال تَعَالَى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: ٢].
- قال تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: ١٨].

٢- الأدلة علي اسم (الله) في السنة :

- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ الله لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».رواه البخاري في صحيحه ح١٠٠ .

ثانيا : معني اسم (الله)  

١- معني اسم (الله) في اللغة :

القول الصحيح : أنّ”الله” أصله: الإله ،كما هو قول سيبويه؛ وجمهور أصحابه؛ إلا مَنْ شذّ منهم .

٢- معني اسم (الله) في حق الله تعالى :

يدور اسم (الله) على معنيين عظيمين متلازمين :المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الألوهية.اسم الله هو اسم الله الأعظم:

- وبه قال ابن القيم في مدارج السالكين   بعد أنْ بيّن لوازم أسْماء الله الحُسنى  -:  فاسم” الله” دالٌ على جميع الأسماء الحسنى؛ والصفات العليا؛ بالدلالات الثلاث، فإنه دالٌ على إلهيتـه؛ المتضمنة لثبوت صفات الإلهية؛ مع نفي أضدادها عنه. وصفات الإلهية: هي صفات الكمال، المُنزّهة عن التشبيه والمثال؛ وعن العيوب والنقائص، ولهذا يُضيف الله تعالى سائرَ الأسماء الحسنى؛ إلى هذا الاسْم العظيم، كقوله تعالى: (وللّه الأسْمَاء الحُسْنى) (الأعراف: 180). (٥٧/١) 

المعنى الثاني : هو المألوه، أي: المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه .

قال ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوي : «الإله هو المألوه، أي: المستحق لأن يؤله، أي: يُعبد، ولا يستحق أن يؤله ويعبد إلا الله وحده» (٢٠٢/١٣) .

ثالثا : تطبيق القواعد المتعلقة باسم (الله) تعالي :

الله : علم على الذات الإلهية المقدسة ، بذلك نثبت اسم الله .

رابعا : الآثار الايمانية لاسم (الله)

- الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم (الله) من الصفات .اتصف بصفات الألوهية التي تجمع صفات الكمال . فاستحق العبادة بهذه الصفات .

قال تَعَالَى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: ٦٢]، وقال سُبْحَانَهُ: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس: ٣٢

٢- دلالة اسم (الله) على التوحيد .فأما توحيده بالربوبية، يوجب توحيده بأنه المعبود بحق لوحده وأن العبد مفتقر إليه سبحانه في كل أموره .

٣- الفرح والسرور بمعرفة الله

٤- الاعتزاز بالله تعالي والتوكل عليه، قال تَعَالَى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: ١٠]، وقال سُبْحَانَهُ: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: ٥٦] .

٥- محبة الله تعالي

من علم بأن الله هو المعبود بحق، علم أنه سبحانه هو المنعم عليه بالنعم والقادر علي كشف الضر عنه، وهو الذي يكبر له الذنوب عند اجتنابه المعاصيي، فيحبه سبحانه . 

٦- دعاء الله تَعَالَى باسمه الأعظم .

٧- الأذكار مقرونة باسم (الله)

٨- تسمية  العبد بأحب الأسماء إلى الله تعالى، مثل عبد الله وعبد الرحمن .

٩- تحقيق العبودية التامة لله تعالى .


سنتناول في المقال القادم ان شاءالله تعالي، التعرف علي كيفية تحقيق العبودية لله تعالي .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توحيد الربوبية

  توحيد الربوبية  من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد، نتعرف في هذا المقال علي القسم الأول من أقسام التوحيد وهو توحيد الربوبية، من حيث المعني وأهميته . أولا : معني توحيد الربوبية  ١- معني الرب في اللغة :   قال ابن الأنباري: (الرب: ينقسم إلى ثلاثة أقسام: يكون الرب: المالك. ويكون الرب: السيد المطاع؛ قال الله عز وجل: فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا [يوسف: 41] ، معناه: فيسقي سيده... ويكون الرب: المصلح، من قولهم: قد رب الرجل الشيء يربه ربا، والشيء مربوب: إذا أصلحه) . ٢- معني الرب كأسم من أسماء الله : قال ابن القيم: (الرب هو السيد والمالك والمنعم والمربي والمصلح، والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها) . وقال ابن عثيمين: (معاني الربوبية كثيرة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر، وهذه تحمل معاني كثيرة جدا) . ٣- معني توحيد الربوبية : توحيد الربوبية هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه، وخالقه، ومدبره، والمتصرف فيه، ليس له شريك في ملكه، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته . ثانيا : أهمية توحيد الربوبية  ١- توحيد الربوبية فيه إقرار بعظمة الله، وتفرده

اسم الله (المصور)

اسم الله (المصور) اسم الله (المصور):هو الذي خلق خلقه علي صور مختلفة،يترتب عليها خواصه ويتم بها كمال وظيفته التي قدرها الله تعالي له،بمقتضي حكمته سبحانه. كما هو موجود في خلق الله للإنسان والحيوان والنبات كل في صورة تخصه. والتصور : هو التخطيط والتشكيل . علم العبد باسم الله (المصور)، يجعله يتأمل في خلقه سبحانه،ويعلم باختلاف صور المخلوقات بحسب حكمته تعالي في خلقها،فيجد وظيفتها مسخرة لخدمة العباد،فيزداد محبة لله،ويزداد إيمانه .  منهج دراسة اسم الله (المصور) : ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) . ٢- معني اسم الله (المصور) . ٣- وجوه اقتران اسم الله (المصور) بأسمائه الأخرى . ٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (المصور) ٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (المصور) . أولا : الأدلة علي اسم الله (المصور)  ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) في القرآن  : ورد اسم الله (المصور) في القرآن مرة واحدة ، في قوله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: ٢٣]. ٢- الأدلة علي اسم الله (المصور) في السنة : لم يرد دليل علي اسم الله (المصور) في السنة . ثانيا : معني اسم الله (المصور) . ١- معني

معني وفضائل الشهادتين

  معني وفضائل الشهادتين من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد. منها توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، من حيث المعني وأهميتها ، وان الإقرار بالشهادتين باللسان والقلب من توحيد الألوهية.  سنتناول في هذا المقال تمهيدا للشهادتين ثم معني شهادة لا إله إلا الله. أولا : التمهيد  تنقسم الشهادتين الي شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.  تحقيق أصل الدين الذي إذا التزمه الإنسان نجا به من الكفر والخلود في النار: يكون بالشهادتين نطقا باللسان، وإقرارا مجملا بالقلب. فالشهادة لله بالوحدانية تعني: الإقرار المجمل بالتوحيد، والبراءة المطلقة من الشرك . قال اللهُ تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا [البقرة: 256] . والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تعني: الإقرار المجمل بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تصديقا وانقيادا . قال اللهُ سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتاب الَّذِي نَزَّلَ عَلَ