التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسم الله (القدوس)

اسم (القدوس)
اسم (القدوس)

اسم الله (القدوس) يعني تنزيه الله تعالي عن كل نقص وعيب، وبالتالي اثبات كمال صفات الله تعالي، مما يمنح العبد الثقة في قدرة الله تعالي في كل شئ، منها الرزق ورفع الابتلاء واستجابة الدعاء والتيسير في كل أموره الدنيوية .

أولا: الأدلة علي إثبات اسم ( القدوس )

١- الأدلة علي إثبات اسم ( القدوس ) من القرآن :

ورد اسمه سبحانه (القدوس) مرتين في كتاب الله، وهما:

- قوله -عز وجل-: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: ٢٣].

- قوله -عز وجل-: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} [الجمعة: ١] .

٢- الأدلة علي إثبات اسم ( القدوس) من السنة :

حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه-، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سلم في الوتر، قال: سبحان الملك القدوس» . رواه احمد في مسنده ح٢١١٤٢ صححه الالباني في مشكاة المصابيح ح١٢٧٥

ثانيا : معني اسم الله (القدوس) 

١- معني اسم الله (القدوس)  في اللغة:

القدوس مأخوذ من قدس، بمعني نزهه عن أي سوء مع الاجلال والتعظيم .

٢- معني اسم الله (القدوس) في حق الله تعالى:

 يدور معنى اسم الله (القدوس) في حق الله على معنين:


١- السلامة والبراءة من كل عيب أو نقص .

٢- الأمن للخلق عامة ولعباده المؤمنين خاصة.

ثالثا: اقتران اسم الله (القدوس) بالأسماء الأخرى 

- اقترن اسم الله (القدوس) باسم الله (الملك):

ورد اقتران هذين الاسمين الجليلين في كتاب الله -عز وجل- في موضعين، هما:

قوله تَعَالَى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: ٢٣].

قوله تَعَالَى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الجمعة: ١].

وكذلك في السنة من حديث أبي بن كعب عند أحمد في مسنده السابق ذكره 

وجه الاقتران:

ان ملكه تعالى منزه عن النقص والعيب الموجود عند ملوك الدنيا  .

- اقتران اسم الله (القدوس) باسم الله (السلام) :

معنى اسم الله (السلام) في حقه تعالى، يدور معنى اسم الله (السلام) في حق الله على معنين:

١- السلامة والبراءة من كل عيب أو نقص .

٢- الأمن للخلق عامة ولعباده المؤمنين خاصة.

وجه الاقتران  :

بالنسبة للمعني الأول : 

أنه تعالى ومنزه وسالم من كل نقص أو عيب .

بالنسبة للمعني الثاني  :

أنه تعالي منزه من كل نقص أو عيب، فيتصف بجميع صفات الكمال،  ومنها العدل فيأمن الخلق عامة من ظلمه ، وكذلك يأمن المؤمنين خاصة من عقوبته برحمته  .

رابعا : تطبيق قواعد الأسماء والصفات علي اسم ( القدوس ) 

نثبت الأسم وهو القدوس ، الذي يتضمن صفة التنزيه عن النقص والعيب،  وهي صفة ثبوتية لازمة لله تعالى .

رابعا : الآثار الايمانية للعبد من اسم  (القدوس)

 ١- معرفة العبد بان الله منزه عن النقص والعيب ، وأنه تعالى له جميع صفات الكمال، يزيد من إيمان العبد ومحبته لله عز وجل .

٢- معرفة العبد بان الله منزه عن النقص والعيب ، وأنه تعالى له جميع صفات الكمال  ، الذي منها العلم والاحاطة بكل شيء ، فيكون للعبد ثقة في شرع الله فيستجيب لتنفيذ أوامره والبعد عن نواهيه .

٣- معرفة العبد بان الله منزه عن النقص والعيب ، وأنه تعالى له جميع صفات الكمال، ومنها القدرة ، فيكون لدي العبد يقين بقدرة الله علي جلب النفع ودفع الضر ، فيدعوه ويتوسله ويرجوه سبحانه وتعالى  .

٤- معرفة العبد بان الله منزه عن النقص والعيب ، وأنه تعالى له جميع صفات الكمال، ومنها الحكمة ، فيكون للعبد يقين بوجود حكمة من خلق كل شئ لا يعلمها إلا الله ، حتي ولو علم العبد بعضها .


سنتناول في المقال القادم ان شاء الله تعالي دراسة اسم (السلام) .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توحيد الربوبية

  توحيد الربوبية  من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد، نتعرف في هذا المقال علي القسم الأول من أقسام التوحيد وهو توحيد الربوبية، من حيث المعني وأهميته . أولا : معني توحيد الربوبية  ١- معني الرب في اللغة :   قال ابن الأنباري: (الرب: ينقسم إلى ثلاثة أقسام: يكون الرب: المالك. ويكون الرب: السيد المطاع؛ قال الله عز وجل: فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا [يوسف: 41] ، معناه: فيسقي سيده... ويكون الرب: المصلح، من قولهم: قد رب الرجل الشيء يربه ربا، والشيء مربوب: إذا أصلحه) . ٢- معني الرب كأسم من أسماء الله : قال ابن القيم: (الرب هو السيد والمالك والمنعم والمربي والمصلح، والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها) . وقال ابن عثيمين: (معاني الربوبية كثيرة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر، وهذه تحمل معاني كثيرة جدا) . ٣- معني توحيد الربوبية : توحيد الربوبية هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه، وخالقه، ومدبره، والمتصرف فيه، ليس له شريك في ملكه، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته . ثانيا : أهمية توحيد الربوبية  ١- توحيد الربوبية فيه إقرار بعظمة الله، وتفرده

اسم الله (المصور)

اسم الله (المصور) اسم الله (المصور):هو الذي خلق خلقه علي صور مختلفة،يترتب عليها خواصه ويتم بها كمال وظيفته التي قدرها الله تعالي له،بمقتضي حكمته سبحانه. كما هو موجود في خلق الله للإنسان والحيوان والنبات كل في صورة تخصه. والتصور : هو التخطيط والتشكيل . علم العبد باسم الله (المصور)، يجعله يتأمل في خلقه سبحانه،ويعلم باختلاف صور المخلوقات بحسب حكمته تعالي في خلقها،فيجد وظيفتها مسخرة لخدمة العباد،فيزداد محبة لله،ويزداد إيمانه .  منهج دراسة اسم الله (المصور) : ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) . ٢- معني اسم الله (المصور) . ٣- وجوه اقتران اسم الله (المصور) بأسمائه الأخرى . ٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (المصور) ٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (المصور) . أولا : الأدلة علي اسم الله (المصور)  ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) في القرآن  : ورد اسم الله (المصور) في القرآن مرة واحدة ، في قوله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: ٢٣]. ٢- الأدلة علي اسم الله (المصور) في السنة : لم يرد دليل علي اسم الله (المصور) في السنة . ثانيا : معني اسم الله (المصور) . ١- معني

معني وفضائل الشهادتين

  معني وفضائل الشهادتين من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد. منها توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، من حيث المعني وأهميتها ، وان الإقرار بالشهادتين باللسان والقلب من توحيد الألوهية.  سنتناول في هذا المقال تمهيدا للشهادتين ثم معني شهادة لا إله إلا الله. أولا : التمهيد  تنقسم الشهادتين الي شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.  تحقيق أصل الدين الذي إذا التزمه الإنسان نجا به من الكفر والخلود في النار: يكون بالشهادتين نطقا باللسان، وإقرارا مجملا بالقلب. فالشهادة لله بالوحدانية تعني: الإقرار المجمل بالتوحيد، والبراءة المطلقة من الشرك . قال اللهُ تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا [البقرة: 256] . والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تعني: الإقرار المجمل بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تصديقا وانقيادا . قال اللهُ سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتاب الَّذِي نَزَّلَ عَلَ