اسم الله (البارئ) |
اسم الله (البارئ):هو الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت، والنقص، والعيب والخلل، وخلقه متميزاً بعضه عن بعض، بمقتضي حكمته ورحمته سبحانه ، لتلائم نظام معيشة العباد . علم العبد باسم الله (البارئ) وعلمه بأنه سبحانه هو خالق الأسباب ومسبباتها ، فإذا أبتلي العبد فيصبر ويدعو الله ليرفع عنه الابتلاء .
منهج دراسة اسم الله (البارئ) :
١- الأدلة علي اسم الله (البارئ) .
٢- معني اسم الله (البارئ) .
٣- وجوه اقتران اسم الله (البارئ) بأسماء اخري .
٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (البارئ) .
٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (البارئ) .
أولا : الأدلة علي اسم الله (البارئ) .
١- الأدلة علي اسم الله (البارئ) في القرآن :
تم ذكر اسم الله (البارئ) ثلاث مرات في القرآن .
- مرتان في قوله تعالي : {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: ٥٤].
- ومرة في قوله تعالي : {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: ٢٤] .
٢- الأدلة علي اسم الله (البارئ) في السنة :
لم يرد اسم الله (البارئ) في السنة .
ثانيا : معني اسم الله (البارئ)
١- معني اسم الله (البارئ) في اللغة :
(برأ) فأما الباء والراء والهمزة فأصلان:
أ- الخلق . يقال : برأ الله الخلق .
ب- التباعد من الشئ وإزالتة .
قوله تَعَالَى: "مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ" سورة الملك:٣ .
٢- معني اسم الله (البارئ) في حق الله تعالى:
هو الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت، والنقص، والعيب والخلل، وهو الذي خلق الخلق متميزاً بعضه عن بعض، بمقتضي حكمته ورحمته سبحانه ، لتلائم نظام معيشة العباد .
لذلك قال تعالي : ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾[ النمل: 88]
وكما قال تعالي : ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ﴾[السجدة: 7]
ثالثا : اقتران اسم الله (البارئ) بأسمائه الأخرى :
١- اقتران اسم الله (البارئ) باسم (الخالق - المصور) :
قوله تعالى : ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [ الحشر: 24] .
وجه الاقتران :
اسم الله (الخالق) : أى قدر كل شئ وأوجده علي غير مثال سابق .
اسم الله (البارئ) : هو الذي خلق الخلق خاليا من التفاوت، والنقص، والعيب والخلل، وهو الذي خلق الخلق متميزاً بعضه عن بعض، بمقتضي حكمته ورحمته سبحانه ، لتلائم نظام معيشة العباد .
اسم الله (المصور) : أي خلق الخلق في صورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله .
ملخص الفرق بين الخالق والبارئ :
الخالق هو الموجد ، والبارئ هو المبدع بمقتضي حكمته لتلائم نظام معيشة العباد .
وهذه الفروق بين هذه الأسماء لله تَعَالَى (الخالق- البارئ- المصور) ، إنما تتحقق عند اجتماع هذه الأسماء ، أما عند افتراقها فإن كل اسم من هذه الأسماء الحسنى يشمل معناه ومعاني الاسمين الآخرين، والله أعلم .
رابعا: قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (البارئ)
- نثبت اسم الله (البارئ) .
- نشتق صفة إبراء الخلق من اسم الله (البارئ) بدلالة التضمين .
وهي صفة ثبوتية لازمة .
لازمة : من حيث أن الله برأ الخلق منذ الأزل وما زال يبرأهم . أي يبعد عنهم ما يخل بالنظام الذي قدره لهم .
- نشتق من اسم الله (البارئ) صفات بدلالة الالتزام وهي :
الرزق - القدرة - الحياة - العزة - العلم - الحكمة .
- ويدل اسم الله (البارئ) علي الأسماء الآتية :
الخالق - الرازق - القادر - الحي - العزيز - العليم - الحكيم .
خامسا : الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (البارئ)
١- صبر العبد علي الابتلاء .
علم العبد باسم الله (البارئ) وعلمه بأنه سبحانه هو خالق الأسباب ومسبباتها ، فإذا أبتلي العبد فيصبر ويدعو الله ليرفع عنه الابتلاء .
٢- إيمان العبد بالظواهر الطبيعية من فعل الله تعالي .
علم العبد باسم الله (البارئ) يجعل إيمان العبد بالظواهر الطبيعية مثل البراكين والزلازل ، بإنها من فعل الله تعالي وليس من فعل الطبيعة لأن الله تعالى خالق الطبيعة وقادر علي تغييرها كيفما شاء وفي أي وقت شاء ولان الطبيعة ليس عندها قدرة
٣- معرفة العبد بأنه مخلوق لعبادته سبحانه .
علم العبد باسم الله (البارئ) ، يعرف بأنه مخلوق لعبادته .
لقوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] .
وبهذا يعلم العبد إن الاستعانة والتوسل والرجاء والدعاء لا يكون إلا لله وحده، فلا يصرفه لاحد من المخلوقين .
٤- محبة الله البارئ .
علم العبد باسم الله (البارئ) ، يجعله
يتأمل في خلقه سبحانه، وعلم بأن الكون كله مسخر لخدمة العباد ، فيزداد محبة لله تعالي ويزداد إيمانه .
٥- زيادة تقوي العبد لله تعالى .
علم العبد باسم الله (البارئ) ، يجعله
يتأمل في نفسه ، فيعلم النعم التي أنعم الله بها عليه فزاد حمده وتقواه لله تعالي .
سنتناول في المقال القادم دراسة اسم الله (المصور) .
تعليقات
إرسال تعليق
سعداء بتعليقاتكم