التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسمي الله (الملك- ملك الملك)

اسمي (الملك -مالك الملك)
اسمي (الملك -مالك الملك)

اسمي الله (الملك- ملك الملك) يدل علي قوته سبحانه وعلي تصرفه في كل أمور عباده، فيعز من يشاء ويذل من يشاء، فيعلم العبد قدرته سبحانه في رفع الضر عنه ورزقه وتصرفه في كل أموره الدنيوية، فيلجأ اليه تعالي بالدعاء والاستعانة والرجاء وبجميع العبادات الظاهرة والباطنة. 

أولا : الأدلة على اسم (الملك - مالك الملك) في القرآن 

١- الأدلة علي اسم (الملك) في القرآن : 

ورد اسمه سبحانه (الملك) خمس مرات في كتاب الله، ومن وروده ما يلي:

قول الله : {فتعالى  الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} [طه: ١١٤].

قوله -عز وجل-: {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس}[الحشر: ٢٣].

قوله -عز وجل-: {قل أعوذ برب الناس(١) ملك الناس} [الناس: ١ - ٢].

٢- الأدلة علي اسم (مالك الملك) في القرآن الكريم

ورد اسم مالك الملك مرة واحدة بالإضافة ، في قول الله -عز وجل-: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء} [آل عمران: ٢٦] 

٣- الأدلة علي اسم ( الملك) في السنة:

ورد اسم الله (الملك) في السنة النبوية، ومن وروده ما يلي:

- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض،حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت … » رواه مسلم في صحيحه ح٧٧١

- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟» رواه البخاري في صحيحه ح٤٨١٢ .

ثانيا: معني اسم الله (الملك - مالك الملك)

١- معني اسم الله (الملك - مالك الملك) في اللغة:

الأصل كلمة ملك ومعناه القوة والتصرف في كل شئ .

٢-  معني اسم الله (الملك - مالك الملك) في حق الله تعالى :  

هو الذي يصرف أمور عباده ويقلبهم كما يشاء، فيعز من يشاء ويذل من يشاء .

ثالثا: اقتران اسم الله (الملك) بالأسماء الأخرى 

- اقتران اسم الله (الملك) باسم الله (الحق) :

ورد اقتران هذين الاسمين الجليلين في كتاب الله -عز وجل- في موضعين، هما:

قوله تعالى: {فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم} [المؤمنون: ١١٦].

وقوله تعالى: {فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} [طه: ١١٤].

وجه الاقتران:

اقترانهما فيه إشارة إلى أن ملكه سبحانه حق، من جهتين:

١ - دوام ملكه وكماله، فملكه سبحانه دائم، فلا يزال، ولا يزول، وليس فيه شائبة عجز ولا خضوع لغيره.

٢ - المدبر لأمور مملكته على أتم وجوه الكمال، فلا يتصرف فيه إلا بما هو مقتضى الحكمة .  

- اقتران اسم الله (الملك) باسم الله (القدوس) :

ورد اقتران هذين الاسمين الجليلين في كتاب الله -عز وجل- في موضعين، هما:

قوله تعالى: {هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون} [الحشر: ٢٣].

قوله تعالى: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} [الجمعة: ١].

وجه الاقتران:

أن ملكه جل في علاه لا يمثل ملوك الدنيا؛ فقد تنزه عما في ملكهم من النقائص والمعايب .

- اقتران اسم الله (مالك الملك) بأسمائه الأخرى : 

لم يقترن اسم الله (مالك الملك) بأي اسم من الأسماء الحسنى .

ثالثا : تطبيق قواعد الأسماء والصفات علي اسمي ( الملك- مالك الملك) .

(الملك- مالك الملك) من أسماء الله تعالي 

يتضمن صفة مالك الأشياء كلها ومصرفها علي إرادته ، وهي صفة ثبوتية لازمة لله تعالى ، وكذلك نثبت صفة العلم والقدرة والارادةوالمعز وغيرها بدلالة الالتزام .

وله من معنى الملك ما يستحقه من الأسماء الحسنى كالعزيز، الجبار، المتكبر، الحكم، العدل، الخافض الرافع، المعز المذل، العظيم، الجليل، الكبير، الحسيب، المجيد، الولي، المتعالي، مالك الملك، المقسط، الجامع، إلى غير ذلك من الأسماء العائدة إلى الملك» بدلالة الالتزام ، لا يجوز إطلاق أسم الملك ( بفتح الميم وكسر اللام) علي أحد من الخلق ، لأنه خاص بسبحانه وتعالي .

انما يجوز تسمية ملك السعودية أو ملك الإمارات هكذا ، أي يجوز التسمية مع التقييد وبدون إضافة الألف واللام .

ويتضمن اسم (مالك الملك) علي صفة الملك ( بضم الميم وسكون اللام) وهي صفة ثبوتية فعلية متعدية ، فإنه تعالي يؤتي الملك ( بضم الميم وسكون اللام) لم يشاء من عباده . ويعز من يشاء ويذل من يشاء .

رابعا : الآثار الايمانية للعبد من اسمي ( الملك- مالك الملك) .

١- تعلق القلب بالملك .

واليقين بأن الله الملك الذي بيده خزائن السموات والأرض لا تنفذ ولا تنقص، ولا يعجزه ولا يمنعه شيء عن إيصالها لمملوكيه، قال تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} [آل عمران: ٢٦] .

٢- محبة الله تعالى الملك .

النفوس تميل إلى حب صاحب الملك والملكوت والغنى ، فإذا علم العبد أن الله الملك لجميع الأشياء، المتصرف في ملكه واقترن ملكه بعلمه، وحكمته، ورحمته، وبره، وإحسانه، وعدله؛ امتلأت القلوب بحبه ووده . 

٣- التذلل والخضوع لله الملك .

التفكر في اسم الله (الملك- مالك الملك) وما فيه من عزة وجبروت وكبرياء، قال تعالى: {الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون} [الحشر: ٢٣]  .

٤- عدم الاغترار بملك الخلق .

إذا تعرف العبد على اسم الله الملك وما فيه من كمال؛ لم يغتر بملك ملوك الدنيا مهما ملكوا؛ فإن ملكهم ناقص ، كما أن الله أهلك بعض ملوك الدنيا مثل فرعون وكذلك خسف الله تعالي قارون وبداره .


سنتناول في المقال القادم ان شاء الله تعالي اسم  (القدوس).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توحيد الربوبية

  توحيد الربوبية  من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد، نتعرف في هذا المقال علي القسم الأول من أقسام التوحيد وهو توحيد الربوبية، من حيث المعني وأهميته . أولا : معني توحيد الربوبية  ١- معني الرب في اللغة :   قال ابن الأنباري: (الرب: ينقسم إلى ثلاثة أقسام: يكون الرب: المالك. ويكون الرب: السيد المطاع؛ قال الله عز وجل: فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا [يوسف: 41] ، معناه: فيسقي سيده... ويكون الرب: المصلح، من قولهم: قد رب الرجل الشيء يربه ربا، والشيء مربوب: إذا أصلحه) . ٢- معني الرب كأسم من أسماء الله : قال ابن القيم: (الرب هو السيد والمالك والمنعم والمربي والمصلح، والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها) . وقال ابن عثيمين: (معاني الربوبية كثيرة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر، وهذه تحمل معاني كثيرة جدا) . ٣- معني توحيد الربوبية : توحيد الربوبية هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه، وخالقه، ومدبره، والمتصرف فيه، ليس له شريك في ملكه، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته . ثانيا : أهمية توحيد الربوبية  ١- توحيد الربوبية فيه إقرار بعظمة الله، وتفرده

اسم الله (المصور)

اسم الله (المصور) اسم الله (المصور):هو الذي خلق خلقه علي صور مختلفة،يترتب عليها خواصه ويتم بها كمال وظيفته التي قدرها الله تعالي له،بمقتضي حكمته سبحانه. كما هو موجود في خلق الله للإنسان والحيوان والنبات كل في صورة تخصه. والتصور : هو التخطيط والتشكيل . علم العبد باسم الله (المصور)، يجعله يتأمل في خلقه سبحانه،ويعلم باختلاف صور المخلوقات بحسب حكمته تعالي في خلقها،فيجد وظيفتها مسخرة لخدمة العباد،فيزداد محبة لله،ويزداد إيمانه .  منهج دراسة اسم الله (المصور) : ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) . ٢- معني اسم الله (المصور) . ٣- وجوه اقتران اسم الله (المصور) بأسمائه الأخرى . ٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (المصور) ٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (المصور) . أولا : الأدلة علي اسم الله (المصور)  ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) في القرآن  : ورد اسم الله (المصور) في القرآن مرة واحدة ، في قوله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: ٢٣]. ٢- الأدلة علي اسم الله (المصور) في السنة : لم يرد دليل علي اسم الله (المصور) في السنة . ثانيا : معني اسم الله (المصور) . ١- معني

معني وفضائل الشهادتين

  معني وفضائل الشهادتين من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد. منها توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، من حيث المعني وأهميتها ، وان الإقرار بالشهادتين باللسان والقلب من توحيد الألوهية.  سنتناول في هذا المقال تمهيدا للشهادتين ثم معني شهادة لا إله إلا الله. أولا : التمهيد  تنقسم الشهادتين الي شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.  تحقيق أصل الدين الذي إذا التزمه الإنسان نجا به من الكفر والخلود في النار: يكون بالشهادتين نطقا باللسان، وإقرارا مجملا بالقلب. فالشهادة لله بالوحدانية تعني: الإقرار المجمل بالتوحيد، والبراءة المطلقة من الشرك . قال اللهُ تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا [البقرة: 256] . والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تعني: الإقرار المجمل بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تصديقا وانقيادا . قال اللهُ سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتاب الَّذِي نَزَّلَ عَلَ