التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسم الله (السلام)

اسم (السلام)
اسم (السلام)

فيما يلي ملخص لدراسة اسم (السلام): أدلة إثبات الأسم، ووجه اقترانه باسم (القدوس)-إثبات صفةالتنزيه عن كل نقص،وبالتالي إثبات صفات الكمال وصفة الأمن الذي هو معناهما، - شعور العبد بالأمان كأثر ايماني من أسم (السلام).

منهج دراسة اسم الله (السلام) :

أولا : الأدلة على اسم (السلام) 

١- الأدلة على اسم (السلام) من القرآن  : 

ورد أسم (السلام) في القرآن مرة واحدة. {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: ٢٣].


٢- الأدلة على اسم (السلام) من السنة :

عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام» (رواه مسلم في صحيحه ح٥٩١).

- عن شقيق بن سلمة -رضي الله عنه-، قال: قال عبدالله: «كنا إذا صلينا خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- قلنا : السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين-؛ فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض- أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله» (رواه البخاري في صحيحه ح٨٣١) .

ثانيا : معني اسم (السلام)

١- معني اسم (السلام) في اللغة :

قال الجوهري :والسلام: البراءة من العيوب.(الصحاح ١٩٥٠/٥) .

قال ابن فارس : (سلم) السين واللام والميم معظم بابه من الصحة والعافية، فالسلامة:أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى … والسلام: المسالمة» (مقاييس اللغة ٩٠/٣) .


٢- معني اسم (السلام) في حق الله تعالى:

١ - السلامة والبراءة من كل عيب ونقص في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله سبحانه.

٢- أنه سبحانه منه السلام للخلق عامة، والأمن لعباده المؤمنين خاصة.

القائلون بالمعنى الأول  :

الزجاجي في اشتقاق أسماء الله (ص: ٢١٥)

الحليمي في المنهاج في شعب الإيمان (١٩٦/١) .

ابن كثير في تفسيره (١٠٨/٨) .

القائلون بالمعنى الثاني  :

الطبري في تفسيره (٣٠٢/٢٣) .

الزجاج في تفسير أسماء الله الحسنى (ص٣١) .

القائلون الذين جمعوا بين المعني الأول والثاني:

الخطابي في شأن الدعاء (٤١/١) .

البيهقي في الاعتقاد (ص٥٩) .

ابن القيم في بدائع الفوائد (١٣٨/٢) .

ثالثا : اقتران اسم الله (السلام) 

بأسمائه الأخرى في القرآن

- اقترن اسم الله (السلام) باسمه (القدوس)

وذلك في قوله -عز وجل-: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: ٢٣].

وجه الاقتران  :

بالنسبة للمعني الأول : 

أنه تعالى ومنزه وسالم من كل نقص أو عيب .

بالنسبة للمعني الثاني  :

أنه تعالي منزه من كل نقص أو عيب، فيتصف بجميع صفات الكمال،  ومنها العدل فيأمن الخلق عامة من ظلمه ، وكذلك يأمن المؤمنين خاصة من عقوبته برحمته  .


رابعا : قواعد الأسماء والصفات في اسم (السلام)

نثبت أسم (السلام) ،

بناء علي معني أسم (السلام) أنه المنزه عن النقص والعيب،  فيشتق منه صفة التنزيه عن النقص والعيب ، وبالتالي إثبات جميع صفات الكمال،  وهي صفة ثبوتية لازمة لله تعالى  .

بناء علي معني أسم (السلام) انه يأمن الخلق عامة من ظلمه ويأمن المؤمنين خاصة من عقوبته ، بذلك نشتق من أسم (السلام) صفة الأمن ، وهي صفة ثبوتية فعلية متعدية فهو تعالي يؤمن (بتشديد الميم مع الكسرة) من يشاء . ونثبت صفة القدرة والخلق والارادة بدلالة الالتزام .

اي إن الله تعالى يؤمن العباد لأنه خالقهم فله صفة الخلق والقادر عليهم فله صفة القدرة ويؤمن من يشاء منهم حسب ارادته سبحانه فله صفة الإرادة.  

خامسا : الآثار الايمانية للعبد من اسم (السلام)

بناء علي معني أسم (السلام) أنه المنزه عن النقص والعيب ، فيما يلي الآثار الايمانية للعبد  :


١- معرفة العبد بان الله منزه عن النقص والعيب ، وأنه تعالى له جميع صفات الكمال، يزيد من إيمان العبد ومحبته لله عز وجل .

٢- معرفة العبد بان الله منزه عن النقص والعيب ، وأنه تعالى له جميع صفات الكمال  ، الذي منها العلم والاحاطة بكل شيء ، فيكون للعبد ثقة في شرع الله فيستجيب لتنفيذ أوامره والبعد عن نواهيه .

٣- معرفة العبد بان الله منزه عن النقص والعيب ، وأنه تعالى له جميع صفات الكمال،

ومنها القدرة ، فيكون لدي العبد يقين بقدرة الله علي جلب النفع ودفع الضر ، فيدعوه ويتوسله ويرجوه سبحانه وتعالى  .


٤- معرفة العبد بان الله منزه عن النقص والعيب ، وأنه تعالى له جميع صفات الكمال، ومنها الحكمة ، فيكون للعبد يقين بوجود حكمة من خلق كل شئ لا يعلمها إلا الله ، حتي ولو علم العبد بعضها .

(نفس الآثار الايمانية للعبد من اسم (القدوس لانهما بنفس المعني) .


-بناء علي معني اسم (السلام) انه يأمن الخلق عامة من ظلمه ويأمن المؤمنين خاصة من عقوبته  :

١- لو عاقب الله تعالي العبد في الدنيا ،بأنه ابتلاه بمصيبة في الدنيا، علم العبد بان الله لم يظلمه ولكن هو الذي ظلم نفسه بارتكاب المعاصي .

فيقوم العبد بالتوبة والرجوع الي الطريق المستقيم .

٢- يأمن المؤمنين خاصة من عقوبته،  ولو ابتلاهم الله في الدنيا ، علموا أن هذا الابتلاء لرفعه درجاتهم في الجنة .

٣- شعور العبد بالاطمئنان في حياته ، وأن كل ما يحدث له خير ، فيزيد ايمانه وحبه لله تعالي . 

٤- أنه يسلم عباده بإعطائهم الأمن والسلام كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ».

ويمكن تقسيم مظاهر تسليم السلام لخلقه إلى قسمين، وهما:

التسليم العام: وهو الذي يعم المسلم والكافر، والبر والفاجر، 

التسليم الخاص: وهو التسليم الذي خص الله به أوليائه وأهل طاعته؛ إذ سلموا اعتقادهم من الباطل، وسلموا جوارحهم من الذنوب والمعاصي، فكان جزاؤهم من جنس عملهم ، قال تَعَالَى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل: ٥٩]

تسليم السلام لعباده المؤمنين في أمور دنياهم وأخراهم]

فمن مظاهر تسليم الله لعباده المؤمنين في أمور دنياهم ما يلي:

- تسليمهم من شر أعدائهم وبطشهم

- ويسلمهم من العذاب الذي ينزله بأقوامهم بإنجائهم،

- تسليمهم من الكفر والشرك والضلال، ومن شياطين الجن والإنس ووساوسهم . ويسلمهم من الضلال وطرق الغواية بالهداية إلى الطريق المستقيم .

- تسليمهم من الفتنة؛ فتنة الشبهات والشهوات .

- تسليمهم من الفتنة الكبرى، فتنة المسيح الدجال 

ومن مظاهر تسليم الله لعباده المؤمنين في أمور أخراهم ما يلي:

- تسليمهم من كل شقاء وعذاب، فيسلمهم عند قبض أرواحهم من الخوف مما هو قادم أمامهم، ويسلمهم من الحزن على ما خلفوه ورائهم .

- تسليمهم من شدة الموقف وهوله . - يسلمهم من مناقشة الحساب .

- تسليمهم بإدخالهم جنة السلام .

- والأعظم من ذلك كله: سلامه عليهم بنفسه سُبْحَانَهُ، قال تَعَالَى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا} [الأحزاب: ٤٤]، وقال سُبْحَانَهُ: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: ٥٨].

٥- إفشاء السلام، الله -عز وجل- السلام، وشرع لعباده ما ينشر السلام والأمن بينهم، ويحقق المودة والمحبة، ألا وإن ذلك هو السلام تحية أهل الإسلام .


سنتناول في المقال القادم ان شاء الله تعالي إفشاء السلام كأثر من الآثار الايمانية للعبد من اسم (السلام) .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توحيد الربوبية

  توحيد الربوبية  من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد، نتعرف في هذا المقال علي القسم الأول من أقسام التوحيد وهو توحيد الربوبية، من حيث المعني وأهميته . أولا : معني توحيد الربوبية  ١- معني الرب في اللغة :   قال ابن الأنباري: (الرب: ينقسم إلى ثلاثة أقسام: يكون الرب: المالك. ويكون الرب: السيد المطاع؛ قال الله عز وجل: فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا [يوسف: 41] ، معناه: فيسقي سيده... ويكون الرب: المصلح، من قولهم: قد رب الرجل الشيء يربه ربا، والشيء مربوب: إذا أصلحه) . ٢- معني الرب كأسم من أسماء الله : قال ابن القيم: (الرب هو السيد والمالك والمنعم والمربي والمصلح، والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها) . وقال ابن عثيمين: (معاني الربوبية كثيرة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر، وهذه تحمل معاني كثيرة جدا) . ٣- معني توحيد الربوبية : توحيد الربوبية هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه، وخالقه، ومدبره، والمتصرف فيه، ليس له شريك في ملكه، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته . ثانيا : أهمية توحيد الربوبية  ١- توحيد الربوبية فيه إقرار بعظمة الله، وتفرده

اسم الله (المصور)

اسم الله (المصور) اسم الله (المصور):هو الذي خلق خلقه علي صور مختلفة،يترتب عليها خواصه ويتم بها كمال وظيفته التي قدرها الله تعالي له،بمقتضي حكمته سبحانه. كما هو موجود في خلق الله للإنسان والحيوان والنبات كل في صورة تخصه. والتصور : هو التخطيط والتشكيل . علم العبد باسم الله (المصور)، يجعله يتأمل في خلقه سبحانه،ويعلم باختلاف صور المخلوقات بحسب حكمته تعالي في خلقها،فيجد وظيفتها مسخرة لخدمة العباد،فيزداد محبة لله،ويزداد إيمانه .  منهج دراسة اسم الله (المصور) : ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) . ٢- معني اسم الله (المصور) . ٣- وجوه اقتران اسم الله (المصور) بأسمائه الأخرى . ٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (المصور) ٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (المصور) . أولا : الأدلة علي اسم الله (المصور)  ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) في القرآن  : ورد اسم الله (المصور) في القرآن مرة واحدة ، في قوله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: ٢٣]. ٢- الأدلة علي اسم الله (المصور) في السنة : لم يرد دليل علي اسم الله (المصور) في السنة . ثانيا : معني اسم الله (المصور) . ١- معني

معني وفضائل الشهادتين

  معني وفضائل الشهادتين من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد. منها توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، من حيث المعني وأهميتها ، وان الإقرار بالشهادتين باللسان والقلب من توحيد الألوهية.  سنتناول في هذا المقال تمهيدا للشهادتين ثم معني شهادة لا إله إلا الله. أولا : التمهيد  تنقسم الشهادتين الي شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.  تحقيق أصل الدين الذي إذا التزمه الإنسان نجا به من الكفر والخلود في النار: يكون بالشهادتين نطقا باللسان، وإقرارا مجملا بالقلب. فالشهادة لله بالوحدانية تعني: الإقرار المجمل بالتوحيد، والبراءة المطلقة من الشرك . قال اللهُ تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا [البقرة: 256] . والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تعني: الإقرار المجمل بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تصديقا وانقيادا . قال اللهُ سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتاب الَّذِي نَزَّلَ عَلَ