التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسم الله (القهار)

اسم الله (القهار)
اسم الله (القهار)

اسم الله (القهار) معناه:هو الغالب لكل شئ،فخضع له سبحانه جميع المخلوقات فعلم العباد بأنه المستحق للعبادة وحده فيكون له سبحانه الدعاء والاستعانة والاستغاذة والرجاء والتوسل وليس لأحد من خلقه، ومن مظاهر قهره تعالي: قهر الجبابرة من خلقه بعقوبتهم في الدنيا مثل فرعون وعاد وثمود وأقوامهم ، وقهر الخلق كله بالموت .

منهج دراسة اسم الله (القهار) :

١- الأدلة علي اسم الله (القهار) .

٢- معني اسم الله (القهار) .

٣- وجوه اقتران اسم الله (القهار) بأسمائه الأخرى 

٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (القهار) .

٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (القهار) .

أولا: الأدلة علي اسم الله (القهار) :

١- الأدلة علي اسم الله (القهار) في القرآن :

ورد اسم الله القهار في القرآن ست مرات، ومن وروده ما يلي:

١ - قول الله -عز وجل-: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: ٣٩]

٢ - قول الله -عز وجل-: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد: ١٦] .

٣ - قول الله -عز وجل-: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: ٤٨].

٢- الأدلة علي اسم الله (القهار) في السنة :

ما جاء عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تضور من الليل قال «لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار»(رواه النسائي في سننه الكبري ح٧٦٤١ وصححه الالباني في صحيح الجامع ح٤٦٩٣) .

ثانيا : معني اسم الله (القهار):

١- معني اسم الله (القهار) في اللغة :

القاف والهاء والراء كلمة صحيحة تدل علي غلبة وعلو .

٢- معني اسم الله (القهار) في حق الله تعالى:

معني اسم الله (القهار) هو الغالب لكل شئ . فخضع له سبحانه جميع المخلوقات  .

من مظاهر قهره تعالي : قهر الجبابرة من خلقه بعقوبتهم في الدنيا مثل فرعون وعاد وثمود وأقوامهم ، وقهر الخلق كله بالموت .

ثالثا : وجوه اقتران اسم الله (القهار) بأسمائه الأخرى :

١- اقتران اسم الله (القهار) باسم الله (الواحد) :

لم يقترن اسم الله (القهار) إلا باسم الله (الواحد) وذلك في ستة مواضع، منها: قوله تعالى: {قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار} [ص: ٦٥]، وقوله سبحانه: {لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار} [الزمر: ٤].

وجه الاقتران  :

الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا، إنما يكون بأعوانهم وجندهم ، والله تعالى يقهر كل الخلق، وهو واحد أحد فرد صمد، مستغن عن ظهير سبحانه» .

رابعا : قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (القهار) .

- نثبت اسم الله (القهار ) .

- نشتق من اسم الله (القهار)  بدلالة التضمين  : صفة القهر .

وهي صفة ثبوتية لازمة لله تعالى لا تنفك عنه تعالي ابدا بدلالة التضمين .

لازمة : حيث انه سبحانه يقهر منذ الأزل ومازال يقهر . فإنها  صفة ملازمة له تعالى  .

- ونشتق ايضا من اسم الله (القهار) بدلالة الالتزام الصفات الآتية  :

القوة - الخلق - العلم - القدرة - الحكمة - العزة - الكبر - العلو .

- ويدل اسم الله (القهار) علي الأسماء الآتية :

القوي - الخالق - العليم - القادر - الحكيم - العزيز - المتكبر - العلي . 

خامسا : .الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (القهار) 

١- افر اد الله تعالي بالعبادة  :

معرفة العبد باسم الله (القهار) ، فيعلم بأنه مقهور علي أمره ، وأن أمره كله يدبره الله تعالي فيخضع  ويذل نفسه في العبادة ولا يشرك معه أحدا في عبادته ، فيكون دعاؤه واستعانته واستغاثته ورجاءه لا تكون إلا لله وحده .

٢- احساس العبد بالطمأنينة  :

معرفة العبد باسم الله (القهار) ، فيعلم بأنه مقهور علي أمره ، وأن أمره كله يدبره الله تعالي ، فيشعر العبد حينئذ بالطمأنينة والسكينة ، فلا يخاف من ظلم أحد له ،  لعلمه أن الله تعالي قادر علي الظالم أن يقهره . 

٣- محبة الله القهار  .

معرفة العبد باسم الله (القهار) ، فيعلم بأنه مقهور علي أمره ، وأن أمره كله يدبره الله تعالي ، فيزيد العبد محبته لله تعالي وإيمانه به .

٤- تواضع العبد لله وللمخلوقين .

معرفة العبد باسم الله (القهار) ، فيعلم بأنه مقهور علي أمره ، وأن أمره كله يدبره الله تعالي ، يجعله يذل ويخضع لله تعالي في عبادته،  وكذلك يتواضع مع المخلوقين .

٥- خوف العبد بظلم غيره .

معرفة العبد باسم الله (القهار) ، فيعلم بأنه مقهور علي أمره ، وعلم أيضا أن الله تعالي قهر الجبابرة  بعقوبته لهم في الدنيا قبل عقوبته في الآخرة ومنهم فرعون وعاد وثمود وأقوامهم ، فيخاف من ظلم أحد حتي لا يعاقبه الله سبحانه  .

سنتناول في المقال القادم ان شاء الله تعالي دراسة اسم الله (الوهاب) .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توحيد الربوبية

  توحيد الربوبية  من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد، نتعرف في هذا المقال علي القسم الأول من أقسام التوحيد وهو توحيد الربوبية، من حيث المعني وأهميته . أولا : معني توحيد الربوبية  ١- معني الرب في اللغة :   قال ابن الأنباري: (الرب: ينقسم إلى ثلاثة أقسام: يكون الرب: المالك. ويكون الرب: السيد المطاع؛ قال الله عز وجل: فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا [يوسف: 41] ، معناه: فيسقي سيده... ويكون الرب: المصلح، من قولهم: قد رب الرجل الشيء يربه ربا، والشيء مربوب: إذا أصلحه) . ٢- معني الرب كأسم من أسماء الله : قال ابن القيم: (الرب هو السيد والمالك والمنعم والمربي والمصلح، والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها) . وقال ابن عثيمين: (معاني الربوبية كثيرة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر، وهذه تحمل معاني كثيرة جدا) . ٣- معني توحيد الربوبية : توحيد الربوبية هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه، وخالقه، ومدبره، والمتصرف فيه، ليس له شريك في ملكه، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته . ثانيا : أهمية توحيد الربوبية  ١- توحيد الربوبية فيه إقرار بعظمة الله، وتفرده

اسم الله (المصور)

اسم الله (المصور) اسم الله (المصور):هو الذي خلق خلقه علي صور مختلفة،يترتب عليها خواصه ويتم بها كمال وظيفته التي قدرها الله تعالي له،بمقتضي حكمته سبحانه. كما هو موجود في خلق الله للإنسان والحيوان والنبات كل في صورة تخصه. والتصور : هو التخطيط والتشكيل . علم العبد باسم الله (المصور)، يجعله يتأمل في خلقه سبحانه،ويعلم باختلاف صور المخلوقات بحسب حكمته تعالي في خلقها،فيجد وظيفتها مسخرة لخدمة العباد،فيزداد محبة لله،ويزداد إيمانه .  منهج دراسة اسم الله (المصور) : ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) . ٢- معني اسم الله (المصور) . ٣- وجوه اقتران اسم الله (المصور) بأسمائه الأخرى . ٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (المصور) ٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (المصور) . أولا : الأدلة علي اسم الله (المصور)  ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) في القرآن  : ورد اسم الله (المصور) في القرآن مرة واحدة ، في قوله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: ٢٣]. ٢- الأدلة علي اسم الله (المصور) في السنة : لم يرد دليل علي اسم الله (المصور) في السنة . ثانيا : معني اسم الله (المصور) . ١- معني

معني وفضائل الشهادتين

  معني وفضائل الشهادتين من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد. منها توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، من حيث المعني وأهميتها ، وان الإقرار بالشهادتين باللسان والقلب من توحيد الألوهية.  سنتناول في هذا المقال تمهيدا للشهادتين ثم معني شهادة لا إله إلا الله. أولا : التمهيد  تنقسم الشهادتين الي شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.  تحقيق أصل الدين الذي إذا التزمه الإنسان نجا به من الكفر والخلود في النار: يكون بالشهادتين نطقا باللسان، وإقرارا مجملا بالقلب. فالشهادة لله بالوحدانية تعني: الإقرار المجمل بالتوحيد، والبراءة المطلقة من الشرك . قال اللهُ تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا [البقرة: 256] . والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تعني: الإقرار المجمل بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تصديقا وانقيادا . قال اللهُ سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتاب الَّذِي نَزَّلَ عَلَ