اسمي الله (القابض-الباسط) |
عندما يعلم العبد بان الله هو الذي يقبض ويبسط الرزق، فيجعل الدعاء والاستعانة والرجاء والتوسل بالله تعالي وحده، فيحقق بذلك العبودية .
لم يورد اسمي الله (القابض-الباسط) في القرآن، ووردوا بالسنة من حديث أنس رضي الله عنه «قال الناس: يا رسول الله، غلا السعر، فسعر لنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله المسعر، القابض الباسط الرزاق، إني لأرجو أن ألقى الله -عز وجل- وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال» رواه أحمد والترمذي وصححه الالباني في مشكاة المصابيح ح٢٨٩٤
وعدهم ابن عثيمين من أسماء الله تعالي في القواعد المثلي في صفات الله وأسمائه الحسني ص٢٤ .
معني اسمي الله (القابض-الباسط) في اللغة:
القبض : أخذه وأصبح في ملكه .
البسط : امتداد الشئ ونشره .
معني اسمي الله (القابض-الباسط) في حقه تعالي:
هو الذي يوسع الرزق ويقتره .
لابد من الجمع بين الاسمين (القابض-الباسط)، لكي يكون الكمال مطلق، وتدل علي كمال قدرته وكمال حكمته، فهو سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر لمن يشاء، ولذلك اقترن الأسمين باسم الله (الرزاق) واسم الله (المسعر) .
يشتق من الأسمين (القابض-الباسط)، فعلي القبض والبسط، وهذي صفتين فعلية متعدية، حيث يقبض الله الرزق علي من يشاء ويبسطها علي من يشاء .
اسمي (القابض والباسط) تدل علي أسماء أخري بدلالة الالتزام ومنها : الحي والقيوم والرزاق والرازق والحكيم والعليم والخبير والرحيم .
وصفتي القبض والبسط تدل علي صفة الإرادة قال سبحانه: {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} [الرعد: ٢٦]، وقال: {قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [سبأ: ٣٦].
وصفتي القبض والبسط تدل علي صفة اليدين لقوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} [المائدة: ٦٤]، وقال سبحانه: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} [الزمر: ٦٧] .
الآثار الايمانية للعبد من اسمي الله (القابض-الباسط) :
١- عندما يعلم العبد بان الله هو الذي يقبض ويبسط الرزق، فيجعل الدعاء والاستعانة والرجاء والتوسل بالله تعالي وحده ، فيحقق بذلك العبودية .
٢- عندما يعلم العبد بان الله هو الذي يقبض ويبسط الرزق، علم بعدم قدرة العبد مهما علا شأنه علي جلب الرزق له أو نفعه أو ضره .
٣- عندما يعلم العبد بان الله هو الذي يقبض ويبسط الرزق، فيقنع بما قسمه الله تعالي له ولايطمع في رزق غيره من المخلوقين .
٤- عندما يعلم العبد بان الله هو الذي يقبض ويبسط الرزق، فيقوم العبد بالأخذ بالأسباب لجلب الرزق .
٥- عندما يعلم العبد بان الله هو الذي يقبض ويبسط الرزق، علم بوجود حكمة في بسط الرزق لعبد وقبضه لعبد آخر، أو البسط في وقت معين والقبض في وقت آخر .
٦- عندما يعلم العبد بان الله هو الذي يقبض ويبسط الرزق، فيزداد محبته لله تعالي ويزداد إيمانه به سبحانه .
تعليقات
إرسال تعليق
سعداء بتعليقاتكم