التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قواعد إثبات صفات الله تعالي

قواعد إثبات صفات الله تعالي
قواعد إثبات صفات الله 

من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله تعالي، تعرفنا علي أدلة وجود الله تعالي، أقسام التوحيد من الربوبية والالوهية، والاقرار بالشهادتين، والعبادة من توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات، من حيث المعني والمنزلة وثمراته،وأحكامه،والمسائل المتعلقة بأسماءالله تعالي، من حيث القواعد، والتفاضل بين الأسماء  .

سنتناول في هذا المقال والمقالات القادمة، المسائل المتعلقة بصفات الله تعالي . ونبدأ بعون الله وبفضله في التعرف أولا علي قواعد إثبات صفات الله تعالي .

قواعد إثبات صفات الله 

١- إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، أو أصحابه رضي الله عنهم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل .

قال اللهُ تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] .

وقال اللهُ سُبحانَه: فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 74] .

وقال ابن تيمية في الفتاوي : (مذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه، وما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، فلا ينفون عنه ما أثبته لنفسه من الصفات، ولا يمثلون صفاته بصفات المخلوقين؛ فالنافي معطل، والمعطل يعبد عدما، والمشبه ممثل، والممثل يعبد صنما، ومذهب السلف إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل، كما قال تعالى: ليس كمثله شيء، وهذا رد على الممثلة. وقوله: وهو السميع البصير رد على المعطلة) انتهي (٤٣٢/٨) .

٢- نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، أو أصحابه رضي الله عنهم، مع اعتقاد ثبوت كمال ضده لله تعالى .

قال ابن تيمية في العقيدة التدمرية : فالله تعالى أعلم بنفسه من خلقه، ورسوله أعلم الناس بربه، ومن بعده أصحابه رضي الله عنهم؛ فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته، ونفي الظلم يتضمن كمال عدله، ونفي النوم يتضمن كمال قيوميته . انتهي  (ص٥٧) .

٣- صفات الله عز وجل توقيفية .

فلا تثبت إلا بما ورد في الكتاب والسنة، لا بغيرهما؛ إذ لا أحد أعلم بالله من الله، ولا أحد أعلم به من خلقه من رسوله صلى الله عليه وسلم انتهي ( الفتاوي لابن تيمية ٥/٢٦)

قال تعالي "أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ" [البقرة: 140] .

قال تعالي "وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا" [طه: 110] .

قال تعالي "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا"[النساء: 87] .

قال تعالي "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ" [الزمر: 23] .

فاللهُ تعالى أعلَمُ بنَفْسِه؛ حيث قال: أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ [البقرة: 140] .

ونفى إحاطةَ النَّاسِ بالعِلْمِ به، فقال: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه: 110] .

ووصَفَ كَلامَه بأنَّه أحسَنُ الحَديثِ وأصدَقُ الحَديثِ، فقال: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا [النساء: 87] ، وقال: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ [الزمر: 23] .

٤- التوقف في الألفاظ المجملة التي لم يرد إثباتها ولا نفيها .

وقال محمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ في الرسائل الشخصية : (إنَّ مَذهَبَ الإمامِ أحمدَ وغَيرِه من السَّلَفِ: أنَّهم لا يتكَلَّمون في هذا النوعِ إلَّا بما يتكَلَّمُ اللهُ به ورسولُه؛ فما أثبته اللهُ لنَفْسِه أو أثبَتَه رَسولُه، أثبتوه، مثلُ الفوقيَّةِ والاستواءِ والكلامِ والمجيءِ وغيرِ ذلك، وما نفاه اللهُ عن نَفْسِه ونفاه عنه رسولُه، نَفَوه، مِثلُ المِثْلِ والنِّدِّ والسَّمِيِّ وغَيرِ ذلك، وأمَّا ما لا يُوجَدُ عن اللهِ ورَسولِه إثباتُه ونَفْيُه، مِثلُ الجَوهَرِ والجِسمِ والعَرَضِ والجِهةِ وغيرِ ذلك، لا يُثبِتونَه ولا يَنفُونَه)  انتهي(ص١٣٠) .

٥- كل صفة ثبتت بالنقل الصحيح، لابد أن توافق العقل الصريح .

وقال ابن عثيمين في شرح العقيدة السفارينية : (العقل الصريح لا يمكن أن يناقض النقل الصحيح من الكتاب والسنة أبدا، وهذه قاعدة مطردة) انتهي ( ص٧٢٨) .

٦- قطع الطمع عن إدراك حقيقة الكيفية  .

قال اللهُ تعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه: 110] .

وعن يحيى بنِ يحيى قال: كُنَّا عند مالِكِ بنِ أنَسٍ، فجاء رجُلٌ فقال: يا أبا عبدِ اللهِ، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5]  فكيف استوى؟ قال: فأطرَقَ مالِكٌ برأسَه حتى علاه الرُّحَضاءُ، ثمَّ قال: (الاستِواءُ غيرُ مجهولٍ، والكَيفُ غيرُ مَعقولٍ، والإيمانُ به واجِبٌ، والسُّؤالُ عنه بِدعةٌ، وما أراك إلَّا مُبتَدِعًا، فأمَرَ به أن يُخرَجَ) أخرجه البيقي في الأسماء والصفات ص٨٦٧ .

ينبغي على المسلم أن يقطع أمله في إدراك حقيقة كيفية صفات الله عز وجل وألا يشغل باله بذلك فإنه لا يعلم حقيقة ذلك إلا الله سبحانه . 

٧- صفات الله عز وجل تثبت على وجه التفصيل، وتنفى على وجه الإجمال .

الإثبات المفصل: كإثبات السمع والبصر وسائر الصفات، والنفي المجمل: كنفي المثلية في قوله تعالى: ليس كمثله شيء [الشورى: 11]  ( الفتاوي لابن تيمية ٣٧/٦) .

٨- كل اسم ثبت لله عز وجل، فهو متضمن لصفة، وكل صفة ثبتت لله عز وجل لا يشتق منها اسم .

كل اسم من أسماء الله تعالى يدل على الصفة التي يتضمنها هذا الاسم، أما الصفات فلا نشتق منها أسماء لله عز وجل ( بدائع الفوائد لابن القيم ٢٥٨/١) .

قال ابن القيم في طريق الهجرتين : ومن هنا يعلم غلط بعض المتأخرين وزلقه الفاحش في اشتقاقه له سبحانه من كل فعل أخبر به عن نفسه اسما مطلقا، فأدخله في أسمائه الحسنى، فاشتق له اسم الماكر، والخادع، والفاتن، والمضل، والكاتب، ونحوها؛ من قوله: ويمكر الله [الأنفال: 30] ، ومن قوله: وهو خادعهم [النساء: 142] ، ومن قوله: لنفتنهم فيه [طه: 131] ، ومن قوله: يضل من يشاء [الرعد: 27]  [النحل: 93]  [فاطر: 8] ، وقوله تعالى: كتب الله لأغلبن [المجادلة: 21] ، انتهي ( ص٣٢٦) .

٩- صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه .الله تبارك وتعالى متصف بصفات الكمال ونعوت الجمال وهو منزه عن كل عيب ونقص (فتاوي ابن تيمية ٢٠٦/٥) .

١٠- صفات الله عز وجل ذاتية وفعلية، والصفات الفعلية متعلقة بأفعاله، وأفعاله لا منتهى لها .

وقال ابن عثيمين في القواعدالمثلي : (الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية، وفعلية.

فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها؛ كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة. ومنها الصفات الخبرية: كالوجه واليدين والعينين.

والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته؛ إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا.

وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين، كالكلام؛ فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلما، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء بما شاء، كما في قوله تعالى: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون [يس: 82] ، وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها تابعة لحكمته.

وقد تكون الحكمة معلومة لنا، وقد نعجز عن إدراكها، ولكننا نعلم علم اليقين أنه سبحانه لا يشاء شيئا إلا وهو موافق للحكمة، كما يشير إليه قوله تعالى: وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما [الإنسان: 30] ) ( ص٢٥) .

١١- دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة: إما بالتصريح بها، أو تضمن الاسم لها، أو التصريح بفعل أو وصف دال عليها .

قال ابن عثيمين في القواعدالمثلي : (لدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:

الأول: التصريح بالصفة؛ كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين، ونحوها.

الثاني: تضمن الاسم لها، مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك.

الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين؛ الدال عليها على الترتيب قوله تعالى: الرحمن على العرش استوى [الشورى: 11] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا  )) الحديث . (رواه البخاري في صحيحه ح١١٤٥ ) 

وقول الله تعالى: وجاء ربك والملك صفا صفا، وقوله: إنا من المجرمين منتقمون [السجدة: 22] ) ( ص٢٨) .

١٢- صفات الله عز وجل يستعاذ بها، ويحلف بها .

قال البخاري في صحيحه في كتاب الأيمان والنذور: (باب: الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته، وقال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أعوذ بعزتك))  ح٧٣٨٣ 

وقال أبو هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يبقى رجل بين الجنة والنار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، لا وعزتك لا أسألك غيرها)) رواه البخاري في صحيحه ح ٦٦٦١

وقال أبو سعيد: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله)) ، وقال أيوب: ((وعزتك لا غنى بي عن بركتك  )) رواه البخاري في صحيحه ح٢٧٩

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان وهو يقول: ((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك  )) رواه مسلم في صحيحه ح٤٨٦ .

١٣- الكلام في الصفات كالكلام في الذات .

كما أن ذات الله سبحانه حقيقية لا تشبه الذوات، فهي متصفة بصفات حقيقية لا تشبه الصفات، وكما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، كذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات كيفية  لقوله تبارك وتعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [الشورى 11]، وقوله عز وجل: "ولم يكن له كفوا أحد"[الإخلاص 4]) .

١٤- القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر، فلابد من إثبات جميع الصفات .

١٥- ما أضيف إلى الله مما هو غير بائن عنه، فهو صفة له غير مخلوقة، وكل شيء أضيف إلى الله بائن عنه دونه ، فهو مخلوق .

قال ابن تيمية في الجواب الصحيح: (المضاف إلى الله نوعان؛ فإن المضاف إما أن يكون صفة لا تقوم بنفسها، كالعلم والقدرة، والكلام، والحياة، وإما أن يكون عينا قائمة بنفسها؛ فالأول إضافة صفة، كقوله: ولا يحيطون بشيء من علمه [البقرة: 255] ، وقوله: إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين [الذاريات: 58]، وقوله: أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة [فصلت: 15] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، حديث الاستخارة: ((إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك  )) رواه البخاري في صحيحه ح١١٦٢، وقوله تعالى: وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا [الأنعام: 115] ، وقوله: ذلكم حكم الله يحكم بينكم [الممتحنة: 10] ، وقوله: ذلك أمر الله أنزله إليكم [الطلاق: 5] ، والثاني: إضافة عين، كقوله تعالى: وطهر بيتي للطائفين [الحج: 26] ، وقوله: ناقة الله وسقياها [الشمس: 13] ، وقوله: عينا يشرب بها عباد الله [الإنسان: 6] ، فالمضاف في الأول صفة لله قائمة به، ليست مخلوقة له بائنة عنه. والمضاف في الثاني: مملوك لله، مخلوق له، بائن عنه، لكنه مفضل مشرف؛ لما خصه الله به من الصفات التي اقتضت إضافته إلى الله تبارك وتعالى؛ كما خص ناقة صالح من بين النوق، وكما خص بيته بمكة من البيوت، وكما خص عباده الصالحين من بين الخلق، ومن هذا الباب قوله تعالى: فأرسلنا إليها روحنا [مريم: 17] ؛ فإنه وصف هذا الروح بأنه تمثل لها بشرا سويا، وأنها استعاذت بالله منه إن كان تقيا، وأنه قال: إنما أنا رسول ربك [مريم: 19] ، وهذا كله يدل على أنها عين قائمة بنفسها (١٥٥/٢) .

١٦- تفسير صفات الله تعالي على الحقيقة، بدون مجاز وبدون استعارة ، أما الكيفية فمجهولة .

إن الصفات الواردة في القرآن والسنة، يجب حملها على الحقيقة لا على المجاز، ودون تكييف شيء منها .

١٧- وجب علي كل مؤمن الإيمان بصفات الله تعالي، وإن لم يفهم معناها .

١٨- باب الأخبار أوسع من باب الصفات 

فما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيا؛ كالقديم، والشيء، والموجود .

١٩- صفات الله عز وجل لا يقاس عليها .

٢٠- صفات الله عز وجل لا حصر لها .

صفات الله عز وجل لا حصر لها؛ لأن كل اسم يتضمن صفة، وأسماء الله لا حصر لها؛ فمنها ما استأثر الله به في علم الغيب عنده.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحا، قال: فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها ؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها  )) رواه أحمد في مسنده وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة ح١٩٩ .

فجعل أسماءه ثلاثة أقسام:

قسم: سمى به نفسه، فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم، ولم ينزل به كتابه.

وقسم: أنزل به كتابه، فتعرف به إلى عباده.

وقسم: استأثر به في علم غيبه، فلم يطلع عليه أحدا من خلقه؛ ولهذا قال: «استأثرت به» أي: انفردت بعلمه، وليس المراد انفراده بالتسمي به؛ لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي أنزل بها كتابه.


سنتناول في المقال القادم أنواع صفات الله تعالي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توحيد الربوبية

  توحيد الربوبية  من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد، نتعرف في هذا المقال علي القسم الأول من أقسام التوحيد وهو توحيد الربوبية، من حيث المعني وأهميته . أولا : معني توحيد الربوبية  ١- معني الرب في اللغة :   قال ابن الأنباري: (الرب: ينقسم إلى ثلاثة أقسام: يكون الرب: المالك. ويكون الرب: السيد المطاع؛ قال الله عز وجل: فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا [يوسف: 41] ، معناه: فيسقي سيده... ويكون الرب: المصلح، من قولهم: قد رب الرجل الشيء يربه ربا، والشيء مربوب: إذا أصلحه) . ٢- معني الرب كأسم من أسماء الله : قال ابن القيم: (الرب هو السيد والمالك والمنعم والمربي والمصلح، والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها) . وقال ابن عثيمين: (معاني الربوبية كثيرة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر، وهذه تحمل معاني كثيرة جدا) . ٣- معني توحيد الربوبية : توحيد الربوبية هو الإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه، وخالقه، ومدبره، والمتصرف فيه، ليس له شريك في ملكه، ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته . ثانيا : أهمية توحيد الربوبية  ١- توحيد الربوبية فيه إقرار بعظمة الله، وتفرده

اسم الله (المصور)

اسم الله (المصور) اسم الله (المصور):هو الذي خلق خلقه علي صور مختلفة،يترتب عليها خواصه ويتم بها كمال وظيفته التي قدرها الله تعالي له،بمقتضي حكمته سبحانه. كما هو موجود في خلق الله للإنسان والحيوان والنبات كل في صورة تخصه. والتصور : هو التخطيط والتشكيل . علم العبد باسم الله (المصور)، يجعله يتأمل في خلقه سبحانه،ويعلم باختلاف صور المخلوقات بحسب حكمته تعالي في خلقها،فيجد وظيفتها مسخرة لخدمة العباد،فيزداد محبة لله،ويزداد إيمانه .  منهج دراسة اسم الله (المصور) : ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) . ٢- معني اسم الله (المصور) . ٣- وجوه اقتران اسم الله (المصور) بأسمائه الأخرى . ٤- قواعد الأسماء والصفات في اسم الله (المصور) ٥- الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (المصور) . أولا : الأدلة علي اسم الله (المصور)  ١- الأدلة علي اسم الله (المصور) في القرآن  : ورد اسم الله (المصور) في القرآن مرة واحدة ، في قوله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: ٢٣]. ٢- الأدلة علي اسم الله (المصور) في السنة : لم يرد دليل علي اسم الله (المصور) في السنة . ثانيا : معني اسم الله (المصور) . ١- معني

معني وفضائل الشهادتين

  معني وفضائل الشهادتين من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله السابقة، تم التعرف علي أقسام التوحيد. منها توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، من حيث المعني وأهميتها ، وان الإقرار بالشهادتين باللسان والقلب من توحيد الألوهية.  سنتناول في هذا المقال تمهيدا للشهادتين ثم معني شهادة لا إله إلا الله. أولا : التمهيد  تنقسم الشهادتين الي شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.  تحقيق أصل الدين الذي إذا التزمه الإنسان نجا به من الكفر والخلود في النار: يكون بالشهادتين نطقا باللسان، وإقرارا مجملا بالقلب. فالشهادة لله بالوحدانية تعني: الإقرار المجمل بالتوحيد، والبراءة المطلقة من الشرك . قال اللهُ تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا [البقرة: 256] . والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تعني: الإقرار المجمل بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تصديقا وانقيادا . قال اللهُ سُبحانَه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتاب الَّذِي نَزَّلَ عَلَ