التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسم الله الأعظم

اسم الله الأعظم 

إن أسماء الله غير متساوية في الفضل، فبعضها أفضل من بعض، وإن كانت في الحقيقة أسماء لمسمى واحد، وهو الله سبحانه وتعالى .

سنتناول في هذا المقال التفاضل بين أسماء الله تعالي .

أولا : الأدلة على التفاضل بين أسماء الله تعالي :

١- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. قال: فقال: ((والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى  )) رواه الترمذي وصححه الالباني ح٣٤٧٥ .

٢- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحا، قال: فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها ؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها  )) رواه أحمد في مسنده وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة ح١٩٩  

ففي هذا الحديث دلالة على تفاوتها وعلى اختصاص كل منها بخصيصة .

ثانيا : أقوال أهل العلم في التفاضل بين أسماء الله تعالي  :

١- الاسم الأعظم هو اسم (الله) :

إن من أشهر الأقوال في تعيين الاسم الأعظم وأولاها بالصواب وأقربها للأدلة هو أن الاسم الأعظم هو "الله"، وإلى هذا القول ذهب جمع من أهل العلم.

قال الإمام أبو عبد الله ابن منده في كتابه "التوحيد" – وقد اختار فيه أن اسم الله الأعظم هو "الله"- قال: "فاسمه الله معرفة ذاته، منع الله عز وجل خلقه أن يتسمى به أحد من خلقه أو يدعى باسمه إله من دونه، جعله أول الإيمان، وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتح الفرائض، وتنعقد الأيمان، ويستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره"([7]). انتهي( التوحيد٢١/٢) .

٢- الاسم الأعظم هو اسم (الحي القيوم):

ومن أهل العلم من ذهب إلى أن الاسم الأعظم هو "الحيُّ القيُّوم".

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه "زاد المعاد : "فإن صفة الحياة متضمِّنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيُّوميَّة متضمِّنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى هو اسم الحيُّ القيُّوم" انتهي (٢٠٤/٤) .

وقد ورد هذان الاسمان في أكثر الأحاديث التي فيها إشارة إلى الاسم الأعظم.

٣- الاسم الأعظم هو الاسم الذي يتضمن صفات متعددة : 

قال ابن سعدي ف فتح الملك العلام : "إن الاسم الأعظم جنس لا يراد به اسمٌ معيَّن؛ فإن أسماء الله نوعان: أحدهما: ما دل على صفة واحدة أو صفتين أو تضمين أوصافاً معدودة، والثاني: ما دل على جميع ما لله من صفات الكمال، وتضمن ما له من نعوت العظمة والجلال والجمال، فهذا النوع هو الاسم الأعظم؛ لما دل عليه من المعاني التي هي أعظم المعاني وأوسعها، فالله اسم أعظم، وكذا الصمد، وكذلك الحي القيوم، وكذلك الحميد المجيد، وكذلك الكبير العظيم، وكذلك المحيط" انتهي (ص٢٦-٢٧)  .


فهذه الأقوال الثلاثة هي أولى ما قيل في الاسم الأعظم، وعلى كلٍّ فهذه مسألة اجتهاد لعدم ورود دليل قطعي الدلالة على التعيين يجب أن يصار إليه؛ إلا أن ما دعا الله بالأدعية المتقدمة فقد دعاه باسمه الأعظم؛ لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عمن دعا الله بذلك بأنه دعاه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب .


سنتناول في المقال القادم  المسائل المتعلقة بالصفات .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اسم الله (القابض-الباسط)

اسمي الله (القابض-الباسط) عندما يعلم العبد بان الله هو الذي يقبض ويبسط الرزق، فيجعل الدعاء والاستعانة والرجاء والتوسل بالله تعالي وحده، فيحقق بذلك العبودية . لم يورد اسمي الله (القابض-الباسط) في القرآن، ووردوا بالسنة من حديث أنس رضي الله عنه «قال الناس: يا رسول الله، غلا السعر، فسعر لنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله المسعر، القابض الباسط الرزاق، إني لأرجو أن ألقى الله -عز وجل- وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال» رواه أحمد والترمذي وصححه الالباني في مشكاة المصابيح ح٢٨٩٤ وعدهم ابن عثيمين من أسماء الله تعالي في القواعد المثلي في صفات الله وأسمائه الحسني ص٢٤ .  معني اسمي الله (القابض-الباسط) في اللغة: القبض : أخذه وأصبح في ملكه . البسط : امتداد الشئ ونشره . معني اسمي الله (القابض-الباسط) في حقه تعالي: هو الذي يوسع الرزق ويقتره . لابد من الجمع بين الاسمين (القابض-الباسط)، لكي يكون الكمال مطلق، وتدل علي كمال قدرته وكمال حكمته، فهو سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر لمن يشاء، ولذلك اقترن الأسمين باسم الله (الرزاق) واسم الله (المسعر) . يشتق من الأسمين (القابض-الباسط)،...

اسم الله (العليم)

اسم الله (العليم) أشرك من صدق الكهان في الإخبار عن الغيب لانفراد الله تعالي بعلمه،لحديث (من أتي كاهنا فصدقه بما يقول فقد أشرك بما أنزل علي محمد) ،ويجب علي العبد تطبيق شرع الله في كل مكان وزمان، لأنها من علم الله تعالي . ورد اسم الله (العليم) في القرآن ١٥٧ مرة، منها قول الله -عز وجل-: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: ٣٢]، قوله -عز وجل-: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: ١١٥]. وكذلك ورد اسم الله (العليم) في السنة : من حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم- ثلاث مرات- لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح- ثلاث مرات- لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي» رواه أبوداود ح٥٠٨٨، صححه الالباني في صحيح الجامع ح٢١٨٠ معني العليم في اللغة : العين واللام والميم، أصل صحيح واحد، وهو نقيض الجهل، علمت الشئ بمعني عرفته ...

أنواع صفات الله تعالي

أنواع صفات الله تعالي  من خلال سلسلة مقالات إلَّايمان بالله الله تعالي ، تم التعرف علي أدلة وجود الله تعالي، وأقسام التوحيد من الربوبية والالوهية، والاقرار بالشهادتين، والعبادة من توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات، من حيث المعني والمنزلة وثمراته وأحكامه، والمسائل المتعلقة بأسماءالله تعالي، والمسائل المتعلقة بالصفات ومنها قواعد صفات الله تعالي سنتناول في هذا المقال أنواع صفات الله تعالي  . أنواع صفات الله تعالي  صفات الله عز وجل تنقسم إلى أقسام باعتبارات مختلفة : القسم الأول : باعتبار الثبوت وعدمه وهو نوعان : أ- صفات ثبوتيه :   وهي التي أثبتها الله لنفسه ، أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم ، كالحياة والعلم والوجه والنزول والاستواء وغيرها من الصفات ، وكلها صفات مدح وكمال ، وهي أغلب الصفات المنصوص عليها في الكتاب والسنة ، وهذا النوع يجب إثباتها له سبحانه . ب- صفات سلبية :  وهي التي نفاها الله عن نفسه ، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، كالموت ، والنوم ، والظلم ، وكلـها صفات نقص ، والواجب في هذا النوع نفي النقص مع إثبات كمال الضد ، فقوله تعالى...