أقسام التوحيد |
من خلال سلسلة مقالات الإيمان بالله السابقة، تم التعرف علي وجوب معرفة الله تعالي ،والأدلة علي وجوده سبحانه وتعالي .
وخلال هذا المقال سنتعرف علي أقسام التوحيد.
قال الله تعالى: رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65]
اشتملت هذه الآية الكريمة على أقسام التوحيد الثلاثة:
توحيد الربوبية في قوله: "رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا"
وتوحيد الألوهية في قوله: "فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ" .
وتوحيد الأسماء والصفات في قوله: "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا"
والمختار تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، وهي:
1- توحيد الربوبية.
2- توحيد الألوهية.
3- توحيد الأسماء والصفات .
وقال الشنقيطي: (دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: توحيده في ربوبيته... الثاني: توحيده جل وعلا في عبوديته... النوع الثالث: توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته) .
وقال ابن باز: (هذا التقسيم مأخوذ من الاستقراء والتأمل؛ لأن العلماء لما استقرؤوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظهر لهم هذا، وزاد بعضهم نوعا رابعا هو توحيد المتابعة، وهذا كله بالاستقراء.
فلا شك أن من تدبر القرآن الكريم وجد فيه آيات تأمر بإخلاص العبادة لله وحده، وهذا هو توحيد الألوهية.
ووجد آيات تدل على أن الله هو الخلاق، وأنه الرزاق، وأنه مدبر الأمور، وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام.
كما يجد آيات أخرى تدل على أن له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنه لا شبيه له، ولا كفؤ له، وهذا هو توحيد الأسماء والصفات الذي أنكره المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والمشبهة، ومن سلك سبيلهم.
ويجد آيات تدل على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ورفض ما خالف شرعه، وهذا هو توحيد المتابعة، فهذا التقسيم قد علم بالاستقراء، وتتبع الآيات، ودراسة السنة، ومن ذلك
والعلاقة بين هذه الأقسام الثلاثة للتوحيد علاقة تلازم وتضمن وشمول، فهي تكون بمجموعها أركان التوحيد الواجب، ولا يكمل التوحيد إلا باجتماع أقسامه الثلاثة، ولا يمكن الاستغناء ببعضها عن بعض، فالخلل والانحراف في أي نوع منها هو خلل في التوحيد كله.
فتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية.
وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية.
وتوحيد الأسماء والصفات شامل للنوعين معا.
فمن أقر بتوحيد الربوبية، وعلم أن الله سبحانه هو الرب وحده لا شريك له في ربوبيته، لزمه من ذلك الإقرار بوجوب إفراد الله بالعبادة وحده؛ لأنه لا يستحق العبادة إلا من كان ربا خالقا مالكا مدبرا، فما دام أن ذلك كله لله وحده وجب أن يكون هو المعبود وحده .
سنتطرق في المقال القادم الي توحيد الربوبية أن شاء الله تعالى .
تعليقات
إرسال تعليق
سعداء بتعليقاتكم