وجوب الإيمان بمحمد رسول الله وطاعته . |
بعد معرفة توحيدالربوبية والألوهية، ومعني وما تقتضيه شهادة أن لا إله إلا الله، ومعني وإثبات نبوة محمد رسول الله، نتعرف الأن علي ما تقتضيه الشهادة من وجوب الإيمان بمحمد رسول الله وطاعته .
الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم هو أحد أربعة حقوق اقترن بها حقه صلى الله عليه وسلم مع حق الله تعالى في القرآن الكريمِ، وهذه الحقوق هي :
الحق الأول : وجوب الإيمان بمحمد رسول الله
الأدلة علي وجوب الإيمان بمحمد رسول الله
١- من القرآن :
لقد أكد الله وجوب الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، فجعله مقترنا بالإيمان به سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة من القرآن الكريم؛ منها:
- قَولُه تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف: 158] .
- قَولُه سُبحانَه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ *الحجرات: 15*.
- قَولُه عزَّ وجَلَّ: وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا [الفتح: 13] .
٢- من السنة :
وردت في السنة أحاديث كثيرة تدل على وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم ؛ منها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي، وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله )) رواه مسلم في صحيحه ح٢١ .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة؛ يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار )) رواه مسلم في صحيحه ح١٥٣ .
- وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ((بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )) رواه البخاري في صحيحه ح١٤٩٦ .ح١٣
٣- من الإجماع:
قال ابن تيمية: (يجب على الإنسان أن يعلم أن الله عز وجل أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين؛ الإنس والجن .
الحق الثاني: وجوب طاعة محمد رسول الله
الأدلة علي وجوب طاعة محمد رسول الله :
قال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُول لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران: 132] .
قال اللهُ تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران: 31، 32].
وقال اللهُ سُبحانَه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر: 7] .
وقال اللهُ عزَّ وجلَّ: قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة: 29] .
فقرن عدم إيمانهم بالله واليوم الآخر بأنهم لا يحرمون ما حرمه الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق.
ويجب اتباع شريعته، والالتزام بسنته، مع الرضا بما قضاه والتسليم له، والاعتقاد الجازم أن طاعته هي طاعة لله، وأن معصيته معصية لله .
قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65] .
وقال محمّد بن عبد الوهابِ: (معنى شَهادة أن محمدا رسول اللهِ: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع) ثلاثة الأصول ص١٥ .
سنتناول في المقال القادم مقتضي شهادة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حيث وجوب محبته وتوقيره ونصرته صلى الله عليه وسلم ان شاء الله تعالى .
تعليقات
إرسال تعليق
سعداء بتعليقاتكم