وجوب محبة وتوقير وتعظيم ونصرة محمد رسول الله |
بعد معرفة توحيدالربوبية والألوهية، ومعني وما تقتضيه شهادة أن لا إله إلا الله، ومعني ومقتضي شهادة أن محمد رسول الله من وجوب الإيمان به وطاعته، نتعرف الآن علي وجوب محبته وتوقيره ونصرته .
الحق الثالث هو : محبة محمد رسول الله
الأدلة علي محبة محمد رسول الله :
قال تعالى: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 24] .
أي: قل -يا محمد- للمتخلفين عن الهجرة إلى دار الإسلام: إن كان آباؤكم وأبناؤكم، وإخوانكم في النسب وزوجاتكم، وعموم أقاربكم، وأموال اكتسبتموها، وتعبتم في تحصيلها، وتجارة تخافون -إن هاجرتم- عدم بيعها ورواجها، أو رخص سعرها ونقص أرباحها، وبيوت تحبون سكناها، فلا تريدون تركها، إن كانت تلك الأشياء أحب إليكم من الله ورسوله، وجهاد لإعلاء كلمته تعالى؛ فانتظروا -أيها المتخلفون عن الهجرة والجهاد- حتى يأتيكم الله بعقوبة عاجلة أو آجلة، والله لا يوفق للخير الخارجين عن طاعته إلى معصيته، المؤثرين على محبة الله تعالى شيئا من تلك المذكورات .
قال ابن تيميه في الصارم المسلول: ومن محبته صلى الله عليه وسلم: تعلم سنته، ومعرفة معاني أقواله، والاشتغال بمعرفة سيرته وشمائله، ودلائل نبوته، بقصد التأسي بما كان عليه من كريم الخصال، ومحاسن الأفعال والأقوال، وتعميق الإيمان بصدق نبوته، وزيادة محبته وتعظيمه، وقد اهتم السلف بذلك، فدونوا المصنفات التي أوضحت تلك الجوانب، ككتب الشمائل التي اعتنت بذكر صفاته وأحواله في عباداته، وخلقه، وهديه، ومعاملاته؛ مثل: كتاب ((الشمائل)) للترمذي، وكتاب ((الشمائل)) لابن كثير، وكتب الدلائل التي اعتنت بدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم؛ مثل: كتاب ((دلائل النبوة)) لأبي نعيم الأصبهاني، وكتاب ((دلائل النبوة)) للبيهقي، والكتب التي تحدثت عن نشأته، وبعثته، وما حدث له من الأمور قبل الهجرة وبعدها، وشؤون دعوته، وغزواته، وسراياه، وغير ذلك؛ مثل ((السيرة النبوية)) لابن هشام، ((والسيرة النبوية)) لابن كثير انتهي .
الحق الرابع : هو وجوب توقير وتعظيم محمد رسول الله
الأدلة علي وجوب توقير وتعظيم محمد رسول الله :
قَولُ الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ [الفتح: 8، 9] .
قال ابن جرير في تفسيره : (معنى التعزيرِ في هذا الموضع: التّقوية بالنّصرةِ والمعونة، ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والتعظيم والإجلال) .
سنتناول في المقال القادم العبادة التي هي المقصود من توحيد الألوهية .
تعليقات
إرسال تعليق
سعداء بتعليقاتكم