اسم الله (العليم) |
أشرك من صدق الكهان في الإخبار عن الغيب لانفراد الله تعالي بعلمه،لحديث (من أتي كاهنا فصدقه بما يقول فقد أشرك بما أنزل علي محمد) ،ويجب علي العبد تطبيق شرع الله في كل مكان وزمان، لأنها من علم الله تعالي .
ورد اسم الله (العليم) في القرآن ١٥٧ مرة، منها قول الله -عز وجل-: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: ٣٢]، قوله -عز وجل-: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: ١١٥].
وكذلك ورد اسم الله (العليم) في السنة :
من حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم- ثلاث مرات- لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح- ثلاث مرات- لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي» رواه أبوداود ح٥٠٨٨، صححه الالباني في صحيح الجامع ح٢١٨٠
معني العليم في اللغة : العين واللام والميم، أصل صحيح واحد، وهو نقيض الجهل، علمت الشئ بمعني عرفته .
معني اسم الله (العليم) في حقه تعالي: هو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق .
- اقترن اسم الله (العليم) باسم الله (الحكيم)، في قوله تعالي: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: ٣٢]، فهو من باب كمال فوق كمال .
ووجه الاقتران بينهما، إن الله تعالي حكيم في أفعاله كلها لسابق علمه بكل شئ، فانه تعالي يعطي الرزق القليل من المال لمن يعلم بفساد أخلاقه بكثرة المال، ويبتلي العبد في صحته، لعلمه بان قوته هتؤذي المسلمين .
- اقترن اسم الله (العليم) باسم الله (السميع)، لقوله تعالي:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: ١١٥]، فهو من باب كمال فوق كمال.
ووجه الاقتران بينهما، إن الله تعالي يسمع دائما كل المخلوقات، وهذا جزء من علمه سبحانه بالظاهر والباطن لجميع المخلوقات .
- اقتران اسم الله (العليم) باسم الله (القدير)، لقوله تعالي:"الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير"(الروم٥٤)
ووجه الاقتران بينهما، علم الله تعالي الكامل يجعل له القدرة علي فعل كل أي شئ، فعلمه سبحانه بحاجة الإنسان للأكل والشرب ليقيم صلبه، فإنه سبحانه قادر علي إنزال المطر لانبات الزرع الذي يأكل منه الإنسان.
- اقتران اسم الله (العليم) باسم الله (العزيز)، لقوله تعالي: {ذلك تقدير العزيز العليم} [الأنعام: ٩٦]، وقوله تعالى: {إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم} [النمل: ٧٨] .
ووجه الاقتران بينهما : عزة الله وقهره وغلبته لعبادة، ناتجة عن علمه بمواطن الأمور، فإنه سبحانه يقهر الجبابرة والظالمين بعلمه وقدرته .
- اقتران اسم الله (العليم) باسم الله (الفتاح)، لقوله تعالى: {قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم} [سبأ: ٢٦] .
ووجه الاقتران بينهما، إن الله تعالي يحكم بين العباد بالعدل، لعلمه بظاهر وباطن جميع العباد، فلا يخفي عنه شئ سبحانه . وأنه تعالي يفتح كل مغلق من أسباب العلم والرزق .
- اقتران اسم الله (العليم) باسم الله (الحليم)، لقوله تعالى: {وصية من الله والله عليم حليم} [النساء: ١٢]، وقوله: {والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما} [الأحزاب: ٥١].
ووجه الاقتران بينهما: ان الله تعالي حليم فيمهل العبد عند ارتكابه للمعصية لعلمه بنقاء سريرته ورجوعه عن المعصية .
الآثار الايمانية للعبد من اسم الله (العليم) :
١- عند علم العبد بعلم الله تعالي لاعماله الظاهرة والباطنة، فيجعل ظاهره كباطنه، فتزيد مراقبته لله تعالي ويجتنب المعاصي .
٢- إيمان العبد بعلم الله تعالي المطلق، يؤدي الي إيمانه بالأحكام الشرعية والقدرية المنزلة منه سبحانه، فيجب عليه إيمانه بشريعة الله تعالي والعمل بها في كل مكان وفي كل زمان، ليحصل له الفوز في الدارين .
٣- إيمان العبد بان الغيب لا يعلمه إلا الله، فيوجب عليه عدم الاستعانة بالكهان والعرافين لمعرفة الغيب، كما يفعل بعض الناس من قراءة الكف أو قراءة الفنجان أو قراءة الابراج والنجوم، فكل من يعتقد في صحة الأخبار الغيبية، يكون مشركا بالله تعالي، لما رواه البزار في مسنده من حديث جابر بن عبدالله ( من أتي كاهنا فصدقه بما يقول فقد أشرك بما أنزل علي محمد ) صححه الالباني في صحيح الترغيب والترهيب .
٤- إيمان العبد بعلم الله تعالي لكل مافي السموات والأرض وما بينهما، فيستسلم لقضاء الله ويرضي ويطمئن لكل ما قدره الله له .
تعليقات
إرسال تعليق
سعداء بتعليقاتكم