بعد معرفة معني علم العقيدةوفضله وحكم تعلمه،نتطرق الآن لمعرفة بداية ظهور عقيدة التوحيد منذ خلق آدم عليه السلام وإن العبد مخلوق علي فطرة التوحيد .
قال
الله تعالى: "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ
اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ" [البقرة:
213] .
أي:
إنَّ النَّاس كانوا مجتَمِعين منذ عهدِ آدمَ عليه السَّلامُ على دِينٍ واحدٍ، هو
دينُ الإسلامِ، وظلُّوا على ذلك مدَّةَ عَشرةِ قرونٍ، فاختلَفوا في دِينهم حتى
عبَدوا الأصنامَ، فبعَث الله النَّبيِّين ينهَوْن عن ذلك الكُفرِ، مُبشِّرين مَن
أطاعهم بالجنَّةِ، ومُنذِرين مَن عصاهم بالنَّارِ، وكان أوَّلَهم نوحٌ عليه
السَّلامُ .
عن
عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه قال: (كان بين نوحٍ وآدمَ عشرةُ
قرونٍ، كلُّهم على شريعةٍ من الحَقِّ، فاختلفوا؛ فبعث اللهُ النبيِّينَ مُبشِّرينَ
ومُنذِرينَ).
ظهرت عقيدة التوحيد منذ خلق آدم عليه السلام .
لقوله تعالى حاكِيًا دُعاءَ آدَمَ وحَوَّاءَ عليهما السَّلامُ:" قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [الأعراف: 23] ، فلم يَدْعُوَا غَيرَ اللهِ سُبحانَه، وأنابَا إليه .
ولقوله تعالي " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ " [الأعراف: 172-173]
وبذلك أخذ الله علي بني آدم العهد والميثاق بأنه ربهم وأشهدهم علي ذلك .
وكل الناس يولدون علي الفطرة وهي التوحيد .
لقوله صلي الله عليه وسلَّم (ما من مولود إلا يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه)
فعَقيدةُ التَّوحيدِ
هي الأصلُ الذي كان عليه آدَمُ -عليه السَّلامُ- والأجيالُ الأولى من ذُرِّيَّتِه
وبذلك تم معرفة بداية ظهور عقيدة التوحيد ومعرفة ان كل مولود يولد عليها وبذلك تكون أصل الفطرة للإنسان.
وسنتكلم في المقال القادم ان شاءالله تعالى عن ان جميع الرسل جاءت بدعوة التوحيد .
تعليقات
إرسال تعليق
سعداء بتعليقاتكم