خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة |
نتطرق الآن لمعرفة خصائص عقيدة اهل السنة والجماعة، وهي ما يلي:
١- قيامها علي التسليم لله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
لان العقيدة تشتمل علي الإيمان بالله والرسل والكتب والملائكة واليوم الآخر والقضاء والقدر وكلها أمور غيبية واجب الإيمان بها
وقد جعل الله تعالي المؤمنون بالغيب من اول صفات المتقين في قوله تعالي ﴿ الم﴾﴿ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾
[ البقرة:١-٣]
٢- من الخاصية الأولى يظهر لنا اعتماد عقيدة أهل السنة والجماعة علي الوحي من الكتاب والسنة .
وكذلك يعتمدوا علي إجماع السلف وعلي أقوال القرون المفضلة بالنص وهي الصحابة والتابعين وتابعي التابعين .
لقوله صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني ثم الذي يلونهم ثم الذي يلونهم ).
قال ابنُ تَيميَّةَ: (... بهذا يتبيَّنُ أنَّ أحَقَّ
النَّاسِ بأن تكونَ هي الفِرقةَ النَّاجيةَ
أهلُالحديثِ والسُّنَّةِ، الذين ليس لهم
مَتبوعٌ يتَعصَّبونَ له إلَّا رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم، وهم أعلَمُ النَّاسِ
بأقوالِه وأحوالِه، وأعظمُهم تمييزًا بين
صَحيحِها وسَقيمِها، وأئمَّتُهم فُقهاءُ فيها،
وأهلُ مَعرفةٍ بمعانيها، واتِّباعًا لها؛
تصديقًا وعَمَلًا، وحبًّا وموالاةً لِمَن
والاها، ومُعاداةً لِمَن عاداها ) .
٣- من الخاصية الثانية وهي الاعتماد
علي الكتاب والسنة في مصادر عقيدة
أهل السنة والجماعة ، يظهر لنا ثبات
واستقرار العقيدة وكذلك عدم التعارض
فيها .
٤- الوسطية تعتبر من خصائص عقيدة
أهل السنة والجماعة .
أهل السنة والجماعة وسط في باب
الأسماء والصفات بين المعطلة والممثلة
المعطلة يقوموا بتعطيل صفات الله،اي
ينفذهاوالممثلة يقوموا بتمثيل صفات الله بصفات المخلوقين .
اما أهل السنة والجماعة يقوموا باثبات
صفات الله بدون تكييف ولا تمثيل ولا
تجسيد لقوله تعالي " ليس كمثله شئ
وهو السميع البصير " الشوري ١١ .
أهل السنة والجماعة وسط في باب
القضاء والقدر بين القدرية والجبرية .
القدرية نفوا القدر اي جعلوا أفعال
العباد لم تدخل تحت قضاء الله وقدره
اي ان العباد هم الذين خلقوا أفعالهم ،
وبذلك اشركوا بالله في الربوبية .
اما الجبرية قالوا ان العباد مجبورين
علي أفعالهم .
اما أهل السنة والجماعة يثبتوا ان
العباد خلقوا أفعالهم في الحقيقة ولكن
أفعالهم واقعة بتقدير الله ومشيئته .
لقوله تعالي "وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ"[الصافات: 96] ، كما أنَّ للعِبادِ مَشيئةً تحتَ مَشيئةِ اللهِ، كما قال اللهُ تعالى: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير: 29]
أهل السنة والجماعة وسط في باب مرتكب الكبيرة بين المرجئة والخوارج .
المرجئة يروا ان لا يضر مع الإيمان معصية ولو كبيرة ، فعندهم إيمان صاحب الكبيرة مثل إيمان أبوبكر رضي الله عنه، وعندهم صاحب الكبيرة لا يدخل النار. وذلك لاعتقادهم الخاطئ بأن الإيمان هو تصديق بالقلب فقط اي ان الأعمال ليست من الإيمان .
اما الخوارج يرون ان صاحب الكبيرة مخلد في النار . وذلك لاعتقادهم الخاطئ ان الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالاركان والأعمال شرط لصحة الإيمان .
اما أهل السنة والجماعة يرون ان صاحب الكبيرة ف المشيئة ان أراد الله غفر له وان أراد عذبه . وذلك لاعتقادهم الصحيح ان الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالاركان والعمل شرط لكمال الإيمان .
أهل السنة والجماعة وسط في باب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بين الشيعة والروافض .
الشيعة غالوا في حق ال البيت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
اما الروافض جفوا وسبوا أكثر الصحابة ومنهم أمهات المؤمنين وأفاضل الصحابة ومنهم أبوبكر وعمر رضي الله عنهم .
أهل السنة والجماعة يحبون جميع الصحابة ويترضون عليهم ويمسكون عما حصل بينهم من تنازع ويرون انهم مجتهدون مأجورين من أصاب له أجران والمخطط أجر واحد علي اجتهاده .
وبذلك يتضح لنا وسطية عقيدة أهل السنة والجماعة.
ويتضح من الخصائص التي تم ذكرها سالفا وجوب تعلم عقيدة اهل السنة والجماعة التي هي عقيدة الفرقة الناجية من النار .
ولكن قبل التعرف علي الأصول والمسائل المقررة في عقيدة اهل السنة والجماعة لابد أن نتعرف أولا علي قواعد الاستدلال علي مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة ، وهو ما نعرضه في المقال القادم ان شاءالله تعالى .
تعليقات
إرسال تعليق
سعداء بتعليقاتكم